يمكن أن تصبح الكتب والأفلام في المستقبل متشابهة إذا اعتمد المؤلفون الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في كتابة القصص، وفق ما نبهت إليه دراسة نُشرت الجمعة 12 يوليو.
وأفاد المعدّ المشارك للدراسة أنيل دوشي من جامعة “يونيفرسيتي كوليدج” في لندن لوكالة فرانس برس “كان هدفنا درس مدى قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على مساعدة البشر على الإبداع”.
وجاءت الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أدفانسز” وسط مخاوف بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي المزدهرة التي يمكنها تحويل رسائل بسيطة إلى مؤلفات موسيقية أو أعمال فنية.
حيث استغاث دوشي وشريكه في إعداد الدراسة أوليفر هاوزر من جامعة “إكستر” بنحو 300 متطوع ليكونوا “مؤلفين”.
ولم يكن هؤلاء المتطوعون كتّاباً محترفين، وقد قيست قدرتهم الإبداعية بواسطة اختبار نفسي يطلب منهم إعطاء عشر كلمات مختلفة تماماً.
حيث جزّأهم العالمان إلى ثلاث مجموعات بشكل عشوائي لكتابة قصة من ثمانية جمل حول واحد من ثلاثة مواضيع: مغامرة في أعالي البحار، أو مغامرة في الغابة، أو مغامرة على كوكب آخر.
كما وقُسّم هؤلاء المشاركون بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات تلقّت مستويات مساعدة مختلفة من الذكاء الاصطناعي.
وبينما لم تتلقّ المجموعة الأولى أي مساعدة، حصلت المجموعة الثانية على فكرة قصة من ثلاث جمل باستخدام أداة “تشات جي بي تي”، وتلقت المجموعة الثالثة ما يصل إلى خمس أفكار أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي لقصة.
– منفعة فردية وخسارة جماعية –
حيث كان على المشاركين، بعد الانتهاء من كتابة قصصهم، قياس مدى الابتكار فيها، باستخدام معايير عدة.
كما وتولّت مجموعة أخرى مكونة من 600 شخص تقييم القصص باستخدام المعايير نفسها.
حيث توضّح لمعدَّي الدراسة أن الذكاء الاصطناعي أدى في المتوسط إلى تحسين الإبداع الفردي للمؤلف بنسبة تصل إلى 10 في المئة، وإلى تعزيز الاستمتاع بالقصة بنسبة 22 في المئة، وخصوصاً في ما يتعلق بعناصر مثل بنية القصة أو تقلباتها، وكانت هذه التأثيرات أكبر بالنسبة لأولئك الذين اعتبروا الأقل إبداعاً.
بينما على المستوى الجماعي، فإن القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر تشابهاً بعضها مع بعض مقارنةً بتلك المكتوبة من دون الذكاء الاصطناعي، لأنّ مؤلفيها انغمسوا كثيراً في الأفكار المقترحة.
حيث أوضح دوشي بأن الدراسة أظهرت أيضاً أن الخطر يكمن في اعتماد الناس كثيراً على أدوات الذكاء الاصطناعي قبل تطوير مواهبهم الخاصة في الكتابة أو الموسيقى.
ووجد دوشي أن الناس يحتاجون إلى البدء بسؤال أنفسهم “أين يمكنني إدراج هذه الأداة في عملي لتحقيق أقصى استفادة منها، مع الحفاظ على طابعي الشخصي في المشروع أو في نتيجته”.