أكد باحثون من رومانيا وبريطانيا، أن الأطفال الذين يعانون من الحرمان الشديد في طفولتهم، لديهم أدمغة أصغر في مرحلة البلوغ، حيث استندت نتائج الدراسة إلى فحوصات صغار البالغين الذين تم تبنيهم كأطفال في عائلات بريطانيا من دور أيتام برومانيا ونشأوا تحت حكم الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو.
وقال العلماء: “رغم تبني الأطفال من قبل عائلات محبة في أوائل التسعينيات، فإنه يبدو أن الإهمال المبكر ترك بصماته على هياكل المخ لديهم”.
وأضافوا: “فكرة كل شيء قابل للاسترداد، وبغض النظر عن تجربتك ليس صحيحا بالضرورة، حتى مع أفضل رعاية، لا يزال بإمكانك رؤية تلك العلامات من تلك المحن السابقة”.
وأظهرت الدراسات السابقة التي شملت المتبنين أنهم واجهوا صعوبات إدراكية كأطفال، رغم أنهم تحسنوا بشكل كبير في مرحلة البلوغ، في حين أن لديهم أيضًا معدلات عالية من الحالات العقلية المضطربة بما في ذلك اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ومستويات عالية من القلق والاكتئاب.
وأجرى العلماء فحوصات دماغية على ٦٧ طفلا رومانيا متبنيا أمضوا ما بين ٣ و٤١ شهرًا في حرمان شديد في دور التبني، وفي وقت إجراء المسح الضوئي، كان المتبنون بين ٢٣ و٢٨ عامًا. وأجرى الفريق أيضًا فحوصات دماغية على ٢١ شخصًا بالغًا من العمر نفسه ولدوا وتم تبنيهم في المملكة المتحدة قبل بلوغهم ٦ أشهر من العمر.
وكشفت النتائج أن الرومان المتبنين كان لديهم في المتوسط مخ بحجم أصغر بنسبة ٨,٦% من نظرائهم في بريطانيا. ووجد الفريق أيضًا أن حجم الانخفاض مرتبط بطول الوقت الذي قضاه الطفل في دور الأيتام الرومانية، حيث يرتبط كل شهر إضافي بحجم إجمالي للدماغ أقل بمقدار ٣ سم. وأظهر التحليل أن الحجم الأصغر للمخ يفسر انخفاض معدل الذكاء، على الأقل جزئيًا، وأن ارتفاع معدلات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الأطفال الرومانيين قيد الدراسة.