رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

مجلة دولية: بيروقراطي تحول لثعلب سياسي..  قصة محافظ مصرف ليبيا الذي يحكم من خلف الكواليس

شارك

تحت عنوان “محافظ مصرف ليبيا المركزي.. بيروقراطي تحول إلى ثعلب سياسي” سلط تقرير لموقع “المجلة” الضوء على محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير.

دورا محوريا في الإدارة الاقتصادية-السياسية

وأكد التقرير، أن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير، يلعب دورا محوريا في الإدارة الاقتصادية-السياسية، المصرفية والنقدية في طرابلس منذ 13 عاما.

وأشار التقرير إلى أنه تكنوقراطي مخضرم، خريج جامعة “هارتفورد” الأميركية، كان من أبناء النظام السابق ثم من أوائل الثائرين عليه، اكتسب شرعية نضالية من الأرض، دخل بمقتضاها إلى المجلس الانتقالي الليبي، ومنه قفز ليتولى حاكمية مصرف ليبيا المركزي، ليقبض على مفاتيح خزائن الذهب واحتياطي العملات الأجنبية. من هو رجل ليبيا القوي، المصرفي الماهر، “حليف واشنطن”

التقرير أكد أنه يتركز الاهتمام خلال الأزمات على محافظي البنوك المركزية، ويقال إنها لحظتهم، إلا أن الأمر يختلف في ليبيا، فالمحافظ، ويدعى الصديق الكبير، هو سيد كل الأوقات والملفات، سواء أكانت في صميم صلاحياته ومسؤولياته أم خارجها، من أبسط المسائل إلى أكثرها تعقيدا، وسواء اتصلت برسم السياسات النقدية أم المالية والاقتصادية والاستثمارية أم الديبلوماسية والأمنية والعسكرية، أم حول الخطط التقشفية أو البنى التحتية.

يصف مراقبون الكبير بأنه “ثعلب سياسي” و”رجل ليبيا القوي”. فمن مكتبه في المصرف المركزي، يتحكم في مفاتيح الاقتصاد الليبي ويؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية. قدرته على البقاء في منصبه رغم الصراعات والانقسامات التي شهدتها ليبيا تعكس براعته في المناورة السياسية وإدارة التحالفات.

لكن سجل الكبير ليس خاليًا من الجدل. فقد واجه اتهامات بالفساد ودعم جماعات مسلحة، وانتقادات حادة لسياساته النقدية. كما أن علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين أثارت شكوكًا حول ولاءاته السياسية.

رغم ذلك، يبدو أن الكبير يحظى بدعم دولي قوي، خاصة من الولايات المتحدة، مما يعزز موقفه في مواجهة محاولات إزاحته عن منصبه. ويرى البعض أن بقاءه قد يكون ضروريًا للحفاظ على استقرار الاقتصاد الليبي في ظل الظروف الراهنة.

صراع الدبيبة – الكبير

تصاعد الصراع بين الكبير ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مؤخرًا، خاصة حول الإنفاق الحكومي الضخم الذي بلغ 87 مليار دولار خلال ثلاث سنوات.

أكثر شخصية خلافية

يعتبر الصديق الكبير الأكثر إلماما بتوجهات الدوائر الدولية المؤثرة في سير الأحداث في البلاد، ويُحسب له أنه لا يراهن إلا على “الحصان الرابح”، وقد استفاد من ذلك بشكل كبير يمكن تلخصيه في صموده طيلة أكثر من عقد في منصب حساس، ومحل مطامح، ومطامع الداخل، والخارج.

مصرفي بارز، وعضو في مجالس إدارة مصارف، كان يجلس جنبا إلى جنب مع الصديق الكبير، قال لـ”المجلة”: “أعمل مع الصديق لسنوات وهو مصرفي جيد لا تنقصه الكفاءة”.

شخصيتان في حياة الرجل

لكن لا يبدو أن معيار الكفاءة فقط كان محددا في مسيرة الرجل الذهبية، من بدايتها مرورا بتقلباتها حتى بلوغ المجد.

فقد لعب الحظ دورا حاسما إلى جانب الكبير منذ سنوات الطفولة، في حي بلخير وسط مدينة طرابلس، الواقع على بعد أمتار قليلة من مبنى المصرف المركزي. من هناك انطلقت صداقة الصديق “المثمرة” بشخصيتين مركزيتين طبعتا تاريخه وقلبتاه رأسا على عقب.

الشخصية الأولى، محمد البخاري، وزير المالية في نظام القذافي، بحسب الروايات المتداولة التي أكدها تقرير مطول للباحث الأول في المعهد الأممي للشؤون الدولية والأمنية ولفرام لتشر، ومؤلف كتاب “تفتيت ليبيا” (Libya’s fragmentation)، الذي نشره مركز أبحاث أميركي. فبفضل وساطة من صالح إبراهيم الذي قدمه إلى الرجل الثاني في نظام العقيد، عبد السلام جلود، دخل الصديق الكبير عام 1988 عالم الكبار.

لم تكن نهاية التجربة الفريدة سعيدة، فقد كان الصديق الكبير وعشرات من المسؤولين ضمن المتهمين في واحدة من أكبر فضائح الفساد المالي والمصرفي في عهد النظام السابق.

والشخصية الثانية

أما الشخصية المركزية الثانية في حياة الصديق الكبير، فهو عبد الرزاق العوادي، رجل الأعمال البارز والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين.

والعوادي هو أيضا صديق طفولة المحافظ، من الحي نفسه في مدينة طرابلس. وقد حصل الثنائي على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية زمن القذافي. يعود تعيين الكبير محافظا للمصرف المركزي عام 2011 إلى العوادي، الذي كان آنذاك مثل الكبير، عضوا في المجلس الوطني الانتقالي، ومن هذا المجلس صدر قرار التعيين على رأس مؤسسة الإصدار الليبية.

تلك الصداقة أعطت اللون السياسي للصديق الكبير، الذي يعرف عنه كـ “إخواني”، وتنسب إليه تقارير عدة تهما خطيرة، منها توظيف المصرف المركزي لخدمة “التنظيم” وحلفائه وأجنداته، علاوة على دعم ميليشيات إرهابية، وهي تهم ينفيها الكبير. وكان أشدها ما جاء عام 2018 على لسان سفير بريطانيا السابق في ليبيا، بيتر ميليت، أمام برلمان بلاده، الذي قال إن مصرف ليبيا المركزي يمول الحرب الأهلية ويدفع مرتبات للمسلحين.

“دولة داخل الدولة”

يدير الصديق الكبير واحدا من أهم البنوك المركزية سلطة ونفوذا وصلاحيات ربما على المستوى العالمي، ويتهمه منتقدوه بأنه حوّل المصرف إلى “مزرعة خاصة” أو “دولة داخل الدولة”.

وتقول شخصية ليبية قريبة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا المستقيل حديثا لـ”المجلة”، إن “ما يقوم به الصديق الكبير ليس الأفضل وهو شخصية لا تتمتع بإجماع ولا بثقة كل الفاعلين، لكن ربما تغييره يفتح الباب أمام المجهول مع التطورات الجديدة في البلاد”.

وبذلك، قد يكون الصديق الكبير، حليف واشنطن، مثلما يلقب، أكبر المستفيدين على الأرجح من العودة الأميركية، التي تعني ضمانات دعم قوي لمواجهة كل “المناورات” الهادفة لإزاحته من منصبه.

ظهرت المقالة مجلة دولية: بيروقراطي تحول لثعلب سياسي..  قصة محافظ مصرف ليبيا الذي يحكم من خلف الكواليس أولاً على ج بلس.

مقالات ذات صلة