سلطت الندوة الأدبية “النقد والنقد الإعلامي”، التي أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب الضوء على معنى النقد ودوره في تنمية الثقافة وتعامل الإعلام معه، وذلك بمشاركة نقاد وأدباء وإعلاميين الذين قدموا عدداً من المحاور في هذا المجال.
وفي محوره أوضح الشاعر والناقد غدير إسماعيل أن النقد الأدبي يمثل عملية الدراسة التحليلية العميقة للنص، وذلك من أجل الكشف عن البنى والدلالات التي يحتويها ومقدار جمالياتها وتفاعلها مع المؤثرات المختلفة بحسب المنهج المتبع وهو عمل إبداعي.
وأشار إسماعيل إلى أن النقد ليس باباً مشرعاً لمن يشاء، بل هو نقد له أصوله وخصائصه التي تتمثل بعجالة في ذخيرة ثقافية كافية تمكن الناقد من سبر أغوار النص، كذلك وعي كاف بمدلولات النص وطرائقه الأدبية، لافتاً إلى أن النقد الإعلامي هو قراءة كاملة وشاملة للمؤسسة الإعلامية من حيث الإدارة والأدوات الإعلامية والكوادر والمضمون، والأكثر تداولاً اليوم في مفهوم النقد هو وضع المحتوى في موازين عدة مثل الشفافية والهدف والانحياز والقدرة.
من جانبه بين الإعلامي الناقد تفيد أبو فخر أن النقد الإعلامي المتكامل بحاجة إلى معرفة موسوعية، واستمراريته تعني التوازي مع نقد المحتوى بحسب الاختصاص، فالناقد الإعلامي للنص الأدبي المعروض على الإعلام يتقاطع مع الناقد الأدبي في تفنيد البنية والموقف والسوية الأدبية للنص وموقعه التاريخي والحضاري، مشيراً إلى أننا بحاجة دائمة لتوخي الدقة وتعلم المقاييس الدقيقة لتكون العملية النقدية ناجحة وغير تقريبية، وخصوصاً مع التنوع الهائل في المعلومات وطرق طرح المادة الإعلامية مع التطور التقني الذي لا يتوقف.
أما الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب الذي أدار الندوة عرف بالمشاركين ودورهم الثقافي والإعلامي، مؤكداً على ضرورة السعي لوجود نقد حقيقي يمتلك الشرط والبنيات، ومن الضروري أن يتعامل معه الإعلام بشكل دقيق ويصور سلبياته وإيجابياته.
من جانبه بين رئيس المركز الثقافي في أبو رمانة عمار بقلة أن النقد وثقافته وتعامل الإعلام معه يحتاج إلى كثير من الاهتمام لأنه من أهم مقومات الثقافة الوطنية وتنميتها الواعية.
حضر الندوة عدد من النقاد والباحثين والأدباء والإعلاميين، وطرحوا عدداً من المداخلات التي أغنت الحوار والنقاش والأفكار المطروحة.