في تطور دراماتيكي للأحداث في شمال مالي، أفادت تقارير بأن الحركات الأزوادية المسلحة قد ألحقت خسائر كبيرة بعناصر مجموعة فاغنر الروسية في منطقة تينزواتن قرب الحدود الجزائرية.
وقد وقعت هذه الاشتباكات في إطار الصراع المستمر على السيطرة على الأراضي الأزوادية الغنية بالمعادن.
عناصر فاغنر انطلقت من ليبيا
عناصر فاغنر انطلقت من ليبيا، وكانت تقاتل إلى جانب الجيش المالي ضد الحركات الأزوادية المسلحة، المعروفة باسم “الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي”. وقد بدأت العمليات القتالية يوم الخميس الماضي، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف المرتزقة الروس.
وقد تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جثث لعناصر روس، مما يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها قوات فاغنر في هذه المواجهات.
سعي الجيش المالي للسيطرة على الأراضي الأزوادية
يأتي هذا الصراع في سياق سعي الجيش المالي للسيطرة على الأراضي الأزوادية، التي تشتهر بثرواتها المعدنية، وخاصة الذهب.
ويُعتقد أن هذه الجهود تأتي تلبية لتعهدات قدمتها الحكومة المالية لمجموعة فاغنر وروسيا وتركيا، التي تزود مالي بطائرات مسيرة لعبت دورًا مهمًا في تعزيز القدرات العسكرية للجيش المالي.
هذه التطورات تسلط الضوء على تعقيد الوضع في شمال مالي، حيث تتشابك المصالح المحلية والإقليمية والدولية، مما يزيد من صعوبة تحقيق استقرار دائم في المنطقة.
كل العيون على فاغنر
وفي سياق متصل، سلط تحقيق استقصائي تحت عنوان “كل العيون على فاغنر” على تحرّكات مرتزقة مجموعة “فاغنر”، وبيعهم للألماس والأخشاب من أفريقيا الوسطى، بطريقة مشبوهة، وتواجدهم في ليبيا.
وأكد، أن روسيا نقلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية جنودا ومقاتلين محترفين إلى ليبيا، مرجحا وجود ما لا يقل عن 1800 عسكري روسي متمركزين بشكل رئيسي في المنطقتين الشرقية والجنوبية، موضحًا أن روسيا تحاول جعل ليبيا حلقة وصل لنقل المرتزقة “فاغنر” بين السودان والنيجر ومالي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن روسيا تحاول استخدام ليبيا كمنصة لزعزعة استقرار منطقة الساحل وأفريقيا، وتعزيز الانقسامات بين شرق البلاد وغربها.
وأكد اللواء طيار هشام الحلبي مستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية في مصر، إن التحركات الروسية لنقل المرتزقة من سوريا إلي ليبيا عن طريق ميناء طبرق، يعزز نفوذ موسكو بالمنطقة.
تعزيز نفوذ روسيا في منطقة البحر المتوسط
وأضاف خلال مداخلة مرئية لبرنامج “في النبض المغربي”، أن التدخل الروسي سواء كان من خلال فاغنر أو الفيلق الأفريقي الهدف منها السيطرة على قواعد بحرية وبرية لتعزيز نفوذ روسيا في منطقة البحر المتوسط.
وأوضح أن الهدف ليس ليبيا وحدها، بل مالي والنيجر وغيرها. كما أنه يؤسس لخطوة اقتصادية وتعاون اقتصادي من خلال السيطرة على مناجم الذهب واليورانيوم في تلك الدول.
وشدد على أن روسيا تلعب بورقة المهاجرين، كورقة ضغط على أوربا خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وكشف على أن الفيلق الذي تسعى روسيا لتواجده في ليبيا كان متواجد في سوريا، وروسيا أرسلت 2000من عناصر فاغنر إلى ليبيا في 3 شهور.







