كشف تقرير نشرته صحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية عن تحول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو أفريقيا كجبهة جديدة لتعزيز مصالح بلاده وتحدي النفوذ الغربي، مستغلاً تعثر جهوده العسكرية في أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة، في مقال لأحد كتابها، أن الجهود الحربية التي تبذلها روسيا دفعتها إلى عقد صفقات مع طغاة بشأن الذخائر، مثل كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، فإن بوتين يظل خبيراً تكتيكياً محسوباً.
وأوضحت أن بوتين، رغم الصعوبات التي يواجهها في الحرب الأوكرانية، لا يزال يسعى لتوسيع نفوذ روسيا بطرق جديدة وغير مباشرة. فقد اتجه نحو القارة الأفريقية لتحدي القيم والمصالح الغربية، مستهدفاً بشكل خاص منطقة الساحل وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشارت إلى ليبيا كمثال بارز على هذه الاستراتيجية، حيث يدعم بوتين المواطن الأمريكي خليفة حفتر في محاولته لاتجاه البلاد إلى الاستبدادية الديكتاتورية. هذا الدعم لم يقتصر على تدفق المرتزقة فحسب، بل امتد إلى مناقشات حول إنشاء قاعدة للغواصات النووية الروسية في ميناء طبرق الليبي.
ولفتت إلى أن هذا يستحضر سيناريو أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن هذه المرة مع وجود أوروبا في مرمى النيران وتحول البحر الأبيض المتوسط إلى ساحة معركة جديدة محتملة لأوروبا الغربية.
وأكدت على أن من بين الأمور التي ينبغي علينا أن نبدأ بها الآن أن ننظر إلى مصادر القوة بالنسبة لحلفاء بوتن الجدد والتأكد من عدم قدرتهم على الازدهار وتشجيع طموحات الكرملين الخطيرة.
ولفتت المؤسسة الوطنية للنفط، بقيادة فرحات بن قدارة، تلعب دورًا محوريًا في هذه الفرصة الضائعة. إن الفساد المتزايد وسوء الإدارة داخل المؤسسة الوطنية للنفط موثقان جيدًا ومستوطنان. وقد تم الإبلاغ عن قضايا خطيرة في الأشهر الأخيرة.
بما في ذلك فقدان أموال بقيمة مليارات الدولارات من حسابات المؤسسة الوطنية للنفط، ومسائل حول الوفاء باتفاقيات الطاقة مع أوروبا، والتكليف بمشاريع حقول نفط جديدة في صفقات خلف الكواليس. وقد تم تسهيل هذا الفساد من خلال الشعور الواضح بالإفلات من العقاب، بالإضافة إلى التزام حفتر بالاستيلاء على الموارد الوطنية باعتبارها موارده الخاصة وإحباط العملية الديمقراطية.
ومن ناحية أخرى، يكافح الليبيون من أجل توفير الغذاء لأسرتهم، وإضاءة منازلهم، وعلى العكس من ذلك، تزويد مولدات الكهرباء بالوقود، نظرا لأنهم يقبعون فوق بحر من النفط.
يتم تجاهل البنية التحتية في ليبيا، التي تحتاج بشدة إلى الاستثمار، من قبل المسؤولين الذين يملأون جيوبهم بينما يفرك الجنرال حفتر وبوتين أيديهما.
وقد تجلت العواقب المميتة لهذه السرقة المنهجية بشكل صارخ في انهيار سد درنة العام الماضي وفقدان 5000 حياة بريئة.
وأكدت أن ما لم تتم مواجهة هذا الفساد النفطي بشكل مباشر، فإن ليبيا ستستمر في السير على طريق الدمار.
من المفهوم أن الحكومات الغربية تصرف انتباهها عن التطورات في دول مثل ليبيا بسبب أوكرانيا والأولويات المحلية المباشرة. لكن خطورة ذلك واضحة للعيان، سوف يجد الطغاة والمستبدون طريقهم إلى السلطة عبر القارات الاستراتيجية مثل أفريقيا، حيث يتطلعون إلى الطغاة القتلة مثل بوتين لضمان حكمهم القمعي مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية، وتقنيات خرق العقوبات، وفرص مضايقة الغرب.
وحذرت من خطورة تجاهل هذه التحركات الروسية، مؤكداً ضرورة انتباه القادة الغربيين إلى هذه “الألعاب السياسية” التي يمارسها بوتين خارج نطاق الصراع الأوكراني، وتعاونه مع الديكتاتور حفتر في ليبيا.
كما شددت على أهمية مواجهة الفساد في قطاع النفط الليبي، الذي يعد مصدراً رئيسياً لتمويل الميليشيات الموالية لحفتر.
ظهرت المقالة الديلي تليجراف: تعاون بوتين وحفتر يهدد بتحويل ليبيا إلى كوبا جديدة في المتوسط.. وإنشاء قاعدة للغواصات النووية الروسية بميناء طبرق أولاً على ج بلس.







