نجح فريق طبي متخصّص بالمستشفى السُّلطاني في إجراء أول عملية استئصال المرارة بالمنظار الجراحي لمريض يعاني من إصابة نادرة بدودة الكبد الفاشيولا، حيث يستدعي تشخيص مثل هذه الحالات النادرة مهارات استثنائية في التشخيص والعلاج.
وقال الدكتور الوارث بن أحمد الهاشمي، استشاري زراعة وجراحة الكبد والبنكرياس بالمستشفى السُّلطاني لوكالة الأنباء العُمانية إن تشخيص حالة الإصابة بدودة الكبد الفاشيولا تُعدُّ تحدياً طبياً نظراً لتشابه أعراضها مع العديد من أمراض الجهاز الهضمي الأخرى ويتطلب تشخيصها خبرة واسعة واستخدام تقنيات متقدمة.
وأوضح أنّ الدراسات أظهرت أنّ الإصابة بدودة الكبد الفاشيولا تنتج عن تناول نباتات ملوثة باليرقات، مما يؤدي إلى التهاب حاد ومزمن في الكبد والمرارة.
وبين أنّ التحدّيات التشخيصية تكمن في القدرة على تمييز هذا المرض من بين العديد من الأمراض المشابهة، وهو ما يتطلب اختبارات مخبرية دقيقة وصورًا شعاعية متقدمة، مشيرًا إلى أنّ التحدّي الأكبر بعد تشخيص الحالة تمثل في وضع خطة علاجية شاملة تشمل الأدوية المضادة للطفيليات والجراحة في الحالات المتقدمة.
وأشار إلى أنّ توفير دواء “triclabendazole” يُعدُّ تحديًّا آخر حيث إنّه العلاج الأساسي لدودة الكبد الفاشيولا، ويندر الحصول عليه في العديد من الدول وفي هذا الجانب سعت وزارة الصحة لتأمين العلاج الملائم للمرضى.
ولفت إلى أنّ إجراء هذه العملية تمّ باستخدام تقنية المنظار، مما قلل من مضاعفات الجراحة التقليدية وتقلص فترة التعافي حيث تتيح للمريض العودة إلى حياته الطبيعية بسرعة أكبر وبأقل قدر من الألم ويعكس استخدام المنظار في مثل هذه العمليات الدقيقة التقدم التكنولوجي والمهارات العالية للفريق الطبي في المستشفى السُّلطاني في استخدام هذه التقنية.
وأكّد الدكتور الوارث بن أحمد الهاشمي، استشاري زراعة وجراحة الكبد والبنكرياس بالمستشفى السُّلطاني على التزام المستشفى بتطوير خدماته الصحية وتعزيز قدراته في مواجهة الأمراض النادرة والمعقدة ومواكبة أحدث التطوُّرات الطبيّة وتقديم أفضل الحلول العلاجية للمرضى.