أفضت الاضطرابات التي اندلعت في بنغلادش في أوائل شهر يوليو 2024 إلى الاتفاق على تكليف محمد يونس، الحائز على نوبل للسلام، بتشكيل حكومة جديدة مؤقتة يوم الإثنين في 05 أغسطس.
وكانت الاحتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام محاصصة تستفيد منه شرائح اجتماعية وعائلات معينة، أدت إلى مقتل وإصابة المئات قبل أن تتصاعد إلى تنحي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
دعا الحائز جائزة نوبل للسلام محمد يونس، المكلف ترؤس حكومة انتقالية في بنغلادش، الأربعاء إلى “الهدوء” والاستعداد “لبناء البلاد” متعهداً تنظيم انتخابات قريباً.
وقال في بيان قبل عودته المرتقبة إلى بنغلادش من فرنسا وبعد فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وحل البرلمان “أناشد الجميع بشدة الحفاظ على الهدوء. رجاء الامتناع عن جميع أنواع العنف”.
وأضاف الخبير الاقتصادي البالغ 84 عاماً “حافظوا على الهدوء واستعدوا لبناء البلد. إذا سلكنا طريق العنف يُدمّر كل شيء”، مشيداً “بالطلاب الشجعان” و”الشعب الذي منحه الثقة المطلقة”.
وكتب الأربعاء في مجلة “الإيكونوميست” البريطانية أنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان “تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في الأشهر المقبلة”، وأنه ينبغي على الشباب “ألا ينشغلوا بتصفية الحسابات، كما فعل كثر في حكوماتنا السابقة”.
والأربعاء، استقل يونس الطائرة من مطار رواسي في باريس متوجهاً إلى بلاده عبر دبي، قائلاً أن “يتوق ” إلى العودة.
واتخذ قرار “تشكيل حكومة انتقالية (…) برئاسة يونس” خلال لقاء بين رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين وكبار ضباط الجيش وقادة مجموعة “طلبة ضد التمييز”، الحركة التي نظمت التظاهرات في مطلع تموز/يوليو، بحسب بيان الرئاسة.
وأكد قائد الجيش الجنرال وقر الزمان الأربعاء أن يونس سيقود “العملية الديمقراطية” في بنغلادش.
كذلك طلبت نقابة الشرطة الرئيسية في بنغلادش في بيان “الصفح عما قامت به قوات الشرطة” التي “أُجبرت على إطلاق النار”، وتم إظهار عناصرها على أنهم “أشرار”. وأجرى الجيش تعديلات وأعلن قائد الجيش يوم الإثنين العمل على تشكيل حكومة مؤقتة.
وحل الرئيس محمد شهاب الدين البرلمان الثلاثاء، كما أقال قائد الشرطة الوطنية. وأجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتب عدد من كبار الضباط ممن يُعدون مقربين من حسينة، وأعلن قائده الاثنين العمل على تشكيل “حكومة مؤقتة”.
وبعد الإعلان، خرج الملايين إلى شوارع دكا واقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية وحطّموا تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن “بطل الاستقلال”.
وأفاد شهود عيان بأن مكاتب رابطة عوامي، حزب حسينة، تعرضت للحرق والنهب في أنحاء البلاد.
كما تعرّض بعض الأعمال التجارية والمنازل المملوكة للهندوس، وهي فئة يرى البعض في الدولة ذات الغالبية المسلمة بأنها كانت مقرّبة من حسينة، لهجمات.
وأعرب العديد من الدول بما فيها الهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقها بعد التقارير التي تحدثت عن هجمات على مجموعات دينية وإتنية وأقليات أخرى.
كما أعلنت باكستان “تضامنها مع شعب بنغلادش” على أمل “العودة إلى الحياة الطبيعية” و”مستقبل متناغم” لجارتها، في أول رد فعل على الاضطرابات المستمرة في البلاد التي تأسست في 1971 بعد انفصالها عن باكستان.