تشهد مدينة غدامس (غربي ليبيا)، الحدودية مع الجزائر، أخيراً، توتراً أمنياً متزايداً، بعد تحرك مليشيات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر باتجاه المدينة. في المقابل، أعلنت القوة العسكرية المسيطرة على غدامس استعدادها الكامل لمواجهة أي تحرك داخل نطاق مناطق سيطرتها. وأكد مسؤولون في بلدية غدامس أن الكتيبة 17 حرس الحدود، التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، نشرت آلياتها وجنودها في مختلف المناطق المحيطة بالمدينة، خصوصاً بالقرب من منفذ الدبداب المشترك مع الجزائر. وأوضح هؤلاء المسؤولون لـ”العربي الجديد” أن سكان غدامس يعيشون حالة من الترقب لما ستؤول إليه هذه التحركات.
وأعلنت رئاسة أركان القوات البرية التي يرأسها صدام خليفة حفتر، أمس الأربعاء عن “نقل وحدات عسكرية تابعة للرئاسة إلى مدن ومناطق الجنوب الغربي من ليبيا”. وأوضحت أن هذا التحرك يأتي ضمن خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي للبلاد، مشيرة إلى أن التحرك جاء بأوامر من حفتر لـ”تعزيز الأمن على الحدود والتصدي لأي تهديدات قد تستهدف سلامة واستقرار الوطن”.
في رد فعل على هذا التحرك، أعلنت الكتيبة 17 حرس الحدود حالة النفير العام بين جنودها، مؤكدة أنها كانت طيلة الفترة الماضية مسؤولة عن تأمين الشريط الحدودي الليبي مع الجزائر، خصوصاً في المواقع الحساسة منها نقطة وين بالول ونقطة وين عبدة ونقطة الكربة ومنفذ الدبداب الحدودي ومطار غدامس وشركة النهر ونقطة الحطابة ودرج وقارة نالوت وسيناون. وأعربت الكتيبة عن استغرابها من تحرك “الأرتال المدججة بالأسلحة” التي تحاول السيطرة على مناطق تعد نقاطاً لوجستية للقوات الأجنبية. وأكدت الكتيبة في بيانها أنها على جاهزية تامة للتعامل مع أي قوات أو تحركات في نطاق مهامها، وأنها تعتبر هذه القوات هدفاً مشروعاً لقواته.