أطلق مواطنون مغاربة حملة جديدة لمقاطعة استهلاك الدجاج، ردا على وصول سعر هذا المنتوج إلى 30 درهما للكيلوغرام الواحد هذه الأيام؛ وهي الحملة التي يرى مهنيون أن المتضرر الأكبر منها هم المربون الصغار والمتوسطون الذين لا دخل لهم في الأسعار .
وقال المهنيون الذين تحدثوا لموقع هسبريس إن السعر الحالي للدجاج يظل معقولا ؛ بالنظر إلى قلة الإنتاج وارتفاع الطلب، دون أن يغفلوا التنبيه إلى الكلفة العالية للكيلوغرام الواحد نتيجة غلاء المواد الأولية المتدخلة في الإنتاج ، ملتمسين من الدولة التدخل لخفض أثمان الكتاكيت والأعلاف المركبّة.
محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، قال إن المقاطعة تظل حقا مشروعا للمغاربة؛ إلا أنها تهدد بتعميق الوضعية المزرية التي يعشيها المربون الصغار والمتوسطون على وجه الخصوص، لأنهم غير مسؤولين عن ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب غلاء الكتاكيت والأعلاف .
واعتبر أعبود، أن بلوغ أسعار الدجاج مستويات قياسية راجع إلى جشع الشركات الكبرى التي تلجأ بصفة دورية إلى خفض إنتاجها من الكتاكيت بما يضمن بقاء ثمن الكتكوت في 10 دراهم حاليا، وكذا عدم التجاوب مع مناشداتنا كمهنيين بتخفيض الرسوم الجمركية على الأعلاف المركبّة المستوردة من الخارج التي مازالت بدورها خاضعة لاحتكار شركات الكبرى .
وتكلفة إنتاج الدجاج، حسبما أورد أعبود، تتراوح ما بين 16 درهما و18 درهما للكيلوغرام الواحد ويباع من الضيعات بـ20 درهما إلى 22 درهما ، مرجعا هذه الأثمنة إلى ارتفاع ثمن الكتكوت إلى 10 دراهم، وبلوغ سعر الكيلوغرام الواحد من الأعلاف 5 دراهم على الأقل، على الرغم من تراجعه على المستوى العالمي .
وأكد رئيس الجمعية المغربية لمنتجي لحم الدواجن أن هامش الربح يتضاءل بالنسبة للمربين الصغار والمتوسطين، خاصة الذين تنفق أعداد مهمة من قطيعهم من الدجاج يوميا، بسبب عدم توفرهم على أنظمة متطورة لتبريد الحظائر في ظل موجات الحرارة المرتفعة التي تسجلها البلاد .
سعيد جناح، مهني بجهة الرباط -سلا القنيطرة، قال إن مبلغ 30 درهما للكيلوغرام الواحد يظل سعرا معقولا، ولا يستدعي المقاطعة؛ فهو نتيجة لتصادف عرض قليل من الدواجن وإقبال مرتفع من قبل المستهلكين على الدجاج لأنه يظل في المتناول مقارنة باللحوم الحمراء التي فاق سعرها 120 درهما للكيلوغرام، ولأن الفترة تشهد تنظيما كثيفا للأعراس .
وأضاف جناح، في تصريح لهسبريس، أن الأسعار الحالية للدجاج لها مسوغات أخرى تستدعي ممن يدعون إلى المقاطعة التحلي بالواقعية؛ ومن ضمن هذه المسوغات ارتفاع تكلفة الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 18 درهما والتي تتضاعف قيمتها بالنسبة للمربين الذين نفقت كميات مهمة من قطيعهم، عدا عن نفاد مخزون الكثير من المهنيين منذ أسابيع بسبب انخفاض إنتاج الكتاكيت .
واعتبر المتحدث ذاته أن بيع الدجاج بالسعر المذكور في بعض المدن التي يباع فيها الكيلوغرام الواحد من الضيعات بثمن لا يصل إلى 25 درهما يظل أمرا مستغربا، ويستدعي تكثيف المراقبة من قبل السلطات ، لافتا إلى أن هامش الربح من الضيعة إلى المستهلك يجب ألا يتخطى 3 دراهم؛ تتوزع بين درهم واحد لفائدة الموزعين ودرهمين لفائدة البائعين بالتقسيط .
وشدد المهني ذاته على أن الحل الجذري لتفادي موجات الغلاء في أسعار الدجاج، والتي باتت زائرا سنويا للمغرب، يتمثل في تدخل الوزارة الوصية من أجل خفض أسعار الكتاكيت والأعلاف المركبة المستوردة، بما يضمن عدم وصول تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد إلى 17 درهما .