تفتح المشاركة في المعارض العالمية آفاقاً جديدة أمام الفنانين الإماراتيين، وتتيح لهم الفرصة لاستكشاف العالم بعيون الفن، وتصويره بإحساسهم الفني.
ويمثل تجوال الأعمال الفنية الفخورة بهويتها الإماراتية، عبر المساحات الواسعة للمعارض العالمية، رسالة حضارية من الإمارات إلى العالم، عبر الوسائط الفنية والإبداعية.
وحول أهمية هذه المشاركات العالمية بالنسبة للفنان الإماراتي، يقول الفنان والمصور الفوتوغرافي فيصل الريس: مشاركات الفنان الإماراتي العالمية تعد بمثابة حوارات مفتوحة للنقاش، وفرصة لاكتشاف التقنيات المختلفة التي يتمتع بها الفنانون من جميع أنحاء العالم، وهي كذلك جسر للتواصل واكتشاف الهويات البصرية وثقافات الشعوب.
وبخصوص مشاركته الأخيرة في معرض الفنون الجميلة 2024 في باريس، قال الريس: منذ تأسيسه في عام 1864، شكّل معرض الفنون الجميلة حدثاً فنياً بارزاً يحتفي بالتقاليد والابتكار في الفنون، ويجتذب حوالي 12000 زائر سنوياً، حيث يضم أعمال 80 فناناً متميزاً يتم اختيارهم من قبل لجنة من الخبراء الثقافيين، وجاءت مشاركتي، بدعم من سفارة دولة الإمارات في باريس.
وتتميز دورة المعرض لهذه السنة بمشاركة أعمال لمصورين إماراتيين، هم: كريمة الشوملي، وفاطمة البدور، وعُلا اللوز، وجلال جمال بن ثنية. وهذه هي المشاركة الأولى من نوعها لفنانين إماراتيين في هذا الحدث الفني العريق.
وعن أهمية إبراز الهوية البصرية الإماراتية من خلال المعارض العالمية، تقول أستاذة الفنون الجميلة د. كريمة الشوملي: شاركت ضمن وفد إماراتي مختار برعاية وزارة الخارجية إلى الدورة الـ160 من المعرض التشكيلي السنوي «صالون الفنون الجميلة» في باريس، الذي انعقد هذا العام من 20 إلى 24 يونيو 2024، عبر صورة فوتوغرافية بعنوان «صابغ روحه»، وفزت بالمركز الثاني في المعرض الذي استضافه «صالون الفنون الجميلة»، والعمل يسرد فكرة الأزياء التقليدية الإماراتية التراثية عبر ثوب «بوقليم»، والمصمم من قماش مقلم بشكل طولي باللون الأصفر، عبر صورة فوتوغرافية لفتاة ترتدي هذه الزي.
بالإضافة إلى البرقع التقليدي في الإمارات، بينما هي تحمل في الوقت ذاته مظلة شمسية من نفس لون وتصميم القماش.
وقالت الفنانة والمصورة الإماراتية علا اللوز، التي لها العديد من المشاركات العالمية: كانت مشاركتي خلال معرض الفنون الجميلة 2024 في باريس من خلال عمل فوتوغرافي بعنوان «الحديث مع دبي»، وهو عمل تم التقاطه خلال فتره الجائحة ويعكس مدى استعدادنا في إيجاد ما نبحث عنه في محيط المنزل، في ظل ظروف تلك الفترة الصعبة.
العمل نفسه تم اختياره سابقاً ونشره في مجلة «ناشيونال جيوغرافيك العربية». وأضافت: اخترت أن أشارك بهذه الصورة تحديداً لما تختزنه من ذكريات ومشاعر إنسانية. كما أنها تظهر مباني دبي الشاهقة، التي تعبر عن الإنجازات التي وصلت إليها الدولة. وبرأيي فإن المشاركة الدولية، سواء في المعارض أو المسابقات، من أهم طرق التواصل مع الفنانين والأوساط الفنية.
وحالياً أنا أتواجد في تايلاند للمشاركة ضمن فعاليات المعرض الدولي للتصوير الفوتوغرافي، كمحاضرة في العديد من الورش، التي تعكس فنون الشرق الأوسط والتجارب الإماراتية ورؤيتها البصرية في مجال التصوير الفوتوغرافي.
ومن باريس وتايلاند الى هونغ كونغ، حيث مشاركة عالمية للفنانة التشكيلية الإماراتية رؤى المدني ضمن معرض «غرفة أعمال هونغ كونغ والشرق الأوسط»، احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى على تأسيسها.
وترى المدني إن المشاركات الخارجية في المعارض العالمية والمناسبات الدولية هي من التجارب الملهمة والمؤثرة على تنمية المهارات وصقل الخبرات من خلال التواصل والتأثير المتبادل مع فنانين عالميين، وتقول: نستطيع نحن، كفنانين إماراتيين، توصيل الثقافة الفنية للشعوب الأخرى. وفي نفس الوقت نتشارك الأفكار والنقاشات مع فنانين آخرين، ما يساعدنا على تطوير أنفسنا وإمكانياتنا.