لم يكن نور الشريف مجرد وجه مألوف على شاشات السينما والتلفزيون، بل كان قارئًا نهمًا، ومفكرًا عميقًا. تشهد مكتبته الشخصية، التي تضم آلاف الكتب، على شغفه بالقراءة والمعرفة، وكيف أثرت هذه الشغف على شخصيته الفنية والإنسانية.
مكتبة نور الشريف: نافذة على عالمه
تُعتبر مكتبة نور الشريف، التي أُهديت لمكتبة الإسكندرية، كنزًا أدبيًا وثقافيًا. تضم المكتبة حوالي 6000 كتاب تغطي مجموعة واسعة من المجالات، من الأدب والسياسة إلى الدين والفلسفة والسينما. من خلال هذه الكتب، يمكننا أن نستكشف اهتمامات نور الشريف، ونفهم كيف شكلت قراءاته رؤيته للعالم وللإنسان.
قارئ متعمق ومحلل
لم يكن نور الشريف قارئًا سلبيًا، بل كان يتفاعل مع النصوص بشكل عميق. كان يدون ملاحظاته على الهامش، ويحلل الأفكار، ويقارن بين النصوص المختلفة. هذه الملاحظات الشخصية تكشف عن عمق تفكيره، وحبه للتحليل والنقد.
الكتب كمرجع للعمل الفني
استخدم نور الشريف الكتب كمرجع مهم في عمله الفني. ففي تحضيره لدور عمرو بن العاص، مثلاً، استعان بكتاب “عمرو بن العاص” لـ عباس محمود العقاد، ودوّن ملاحظات تفصيلية حول شخصية عمرو، وخلقه، وحياته. هذه الملاحظات ساعدته على تقديم شخصية عمرو بن العاص بشكل واقعي ومقنع.
تأثير القراءة على شخصيته
لا شك أن القراءة تركت أثرًا عميقًا على شخصية نور الشريف. فقد وسعت مداركه، وجعلت منه شخصًا مثقفًا ومتفتحًا. كما ساعدته القراءة على تطوير مهاراته في التعبير والتحليل، مما جعله ممثلًا متميزًا.
رسالة نور الشريف
من خلال مكتبته، يترك لنا نور الشريف رسالة قوية حول أهمية القراءة والمعرفة. فهو يدعونا إلى أن نكون قراءًا نشطين، وأن نتفاعل مع النصوص التي نقرأها. كما يدعونا إلى أن نجعل من القراءة جزءًا من حياتنا اليومية، وأن نستفيد منها في تطوير أنفسنا.
هذا وتعد مكتبة نور الشريف أكثر من مجرد مجموعة من الكتب. إنها شهادة على حب نور الشريف للقراءة والمعرفة، وعلى تأثير هذه الشغف على حياته وعمله. من خلال استكشاف هذه المكتبة، يمكننا أن نتعرف على جانب جديد من شخصية هذا الفنان الكبير، وأن نستلهم منه حب المعرفة والشغف بالتعلم.