شهدت العاصمة الصربية بلغراد مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة والمتظاهرين المعارضين لمشروع تعدين الليثيوم، وذلك بعد مسيرة حاشدة شهدتها المدينة. وقد أدت هذه الأحداث إلى اعتقالات وقطع للطرق، مما أثار مخاوف من تصعيد الأزمة السياسية في البلاد.
وقد تصاعدت التوترات في صربيا على خلفية مشروع تعدين الليثيوم، حيث نظم آلاف المواطنين مسيرة حاشدة للتعبير عن رفضهم لهذا المشروع الذي يعتبرونه تهديداً للبيئة والمصالح الوطنية. وقد تطورت الأحداث إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، مما أسفر عن اعتقال العشرات.
وأكدت السلطات الصربية أن المتظاهرين قاموا بإغلاق الطرق الرئيسية ومحطات القطار، مما عرقل حركة المرور وأثر على حياة المواطنين. ورداً على ذلك، تدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة.
ومن جهته، اتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش المتظاهرين بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، وأكد أن تدخل الشرطة كان ضرورياً للحفاظ على النظام العام. وأشار إلى معلومات استخباراتية تفيد بوجود مخططات لتدبير أعمال شغب بهدف إسقاط الحكومة.
كما أثارت هذه الأحداث جدلاً واسعاً في صربيا، حيث يرى المعارضون أن الحكومة تسعى إلى تمرير مشاريع ضارة بالبيئة والمواطنين لصالح شركات أجنبية، بينما تدافع الحكومة عن مشروع تعدين الليثيوم باعتباره ضرورياً لتنمية الاقتصاد الصربي.
هذا وتؤكد الأحداث الأخيرة في صربيا على عمق الانقسامات السياسية والاجتماعية في البلاد، حيث يتزايد الشعور بالاستياء لدى شريحة واسعة من المواطنين بسبب السياسات الحكومية. ومن المتوقع أن تستمر التوترات في التصاعد في الفترة المقبلة، مما يهدد بفتح أزمة سياسية جديدة في البلقان.