ما زالت حرائق الغابات ترهب التونسيين، على الرغم من تراجع نسبة تلك الحرائق ونسبة المساحات المتضرّرة منها هذا العام بنحو 83% مقارنة بالعام الماضي. ويبدو أنّ آثار ما خلّفته حرائق الغابات في تونس، في مواسم صيف الأعوام الماضية، لم تُمحَ بعد، ولا سيّما أنّها طاولت آلاف الهكتارات وتسبّبت في تلف المحاصيل ونفوق المواشي، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالمباني وأجبرت المواطنين على النزوح قسراً.
وهذا العام، أتت حرائق الغابات أقلّ حدّة مقارنة بما كانت عليه الحال في الأعوام الأخيرة، فلم تتجاوز المساحات التي التهمتها النيران 297 هكتاراً في الفترة الممتدّة من يناير/ كانون الثاني 2024 إلى 13 أغسطس/ آب الجاري، في حين أنّ 1798 هكتاراً كانت قد تضرّرت من جرّاء الحرائق في الفترة نفسها من عام 2023.
ويؤكد الناشط في إطار المجتمع المدني بجهة ملولة شمال غربي تونس عماد التريكي “تراجع حرائق الغابات المسجّلة هذا العام”، مشيراً إلى أنّ ذلك “لم يمنع حالة الفزع المستمرّ التي يعيشها سكان المنطقة بعد مواسم حرائق متتالية”. ويقول التريكي لـ”العربي الجديد” إنّ “سكان المناطق الغابية عانوا في الأعوام الماضية من حرائق كارثية خلّفت أضراراً مادية ونفسية كبيرة، قد يستوجب ترميمها أعواماً”.
ويلفت التريكي إلى أنّ الغابات الخضراء كانت “مصدر راحة نفسية لسكان تلك المناطق، غير أنّ تحوّلها إلى رماد فاقم أزماتهم المادية والمعنوية”. ويضيف أنّ “تراجع الغطاء النباتي، في الأعوام الماضية، بسبب حرائق الغابات قلّص إمكانية اشتعال النيران مجدداً”، لكنّ ذلك تزامن مع “نزوح المواطنين من المناطق المتضرّرة من الحرائق بعد خسارتهم منازلهم وأرزاقهم”. وبيّن أنّ “التداعيات النفسية لهذا النزوح مدمّرة”.