أوضح الدكتور أحمد الغريب، أخصائي الطب الباطني والكاتب في الشؤون الصحية، أن جدري القرود، المعروف أيضًا باسم (Mpox)، هو عدوى تتسبّب في ارتفاع درجة الحرارة وظهور طفح جلدي. وقد اكتُشف المرض في الأصل بين القرود، ومن هنا جاءت تسميته. وفي أواخر عام 2022، تم تغيير الاسم رسميًا إلى (Mpox) من قِبَل منظمة الصحة العالمية.
وأشار الدكتور الغريب إلى أن انتقال المرض كان يتم في الماضي بشكل رئيس من الحيوانات المصابة إلى البشر عن طريق لمس سوائل الحيوان، أو من خلال العضّ والخدش. وأوضح أن العدوى قد تنتقل الآن من شخص إلى آخر عبر ملامسة الطفح الجلدي أو سوائل الجسم، كما يمكن أن تنتشر من خلال النشاط الجنسي أو لمس الأسطح الملوّثة أو الرذاذ المتطاير. وأضاف أن المرأة الحامل يمكنها نقل العدوى إلى جنينها.
وفيما يتعلق بتشخيص المرض، قال الدكتور إنه يتم عبر أخذ التاريخ المرضي الكامل والفحص السريري مع التركيز على الطفح الجلدي، ويتم أخذ مسحة منه لإجراء اختبارات مخبرية، وقد تُجرى تحاليل إضافية في بعض الحالات.
أما عن العلاج، فقد أوضح الدكتور الغريب أن معظم الحالات لا تحتاج إلى علاج خاص، إذ يتماثل المرضى للشفاء خلال أسابيع قليلة. وأشار إلى أن العزل المنزلي واستخدام الأدوية والمراهم الموضعية لتخفيف الأعراض هو الأسلوب المتبع، بينما يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات في الحالات الشديدة بعد استشارة الطبيب.
وأكد الدكتور أن أيّ شخص يمكن أن يصاب بالفيروس إذا كان على اتصال وثيق بشخص مصاب، بغضّ النظر عن هويته أو توجّهه الجنسي. مشيرًا إلى أن المسافرين إلى الدول الموبوءة او المصابين بأمراض تقلل من مناعة الجسم هم الأكثر عرضة للإصابة به.
وفي موسم السفر الصيفي، أوضح الدكتور الغريب أن السفر قد يزيد من احتمالية انتشار المرض، مشددًا على أهمية اتباع الإرشادات الطبية والتطعيمات اللازمة، مثل تطعيم الجدري (JYNNEOS). وأكد على ضرورة غسل اليدين وتعقيم الأسطح، والابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض، داعيًا الجميع إلى الالتزام بالنصائح الوقائية لضمان سلامتهم.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور الغريب على أهمية التوعية المستمرة والتثقيف الصحي حول هذا المرض؛ لضمان وقاية المجتمع وحمايته من الانتشار الواسع للعدوى، مشيرًا إلى دور الجهات الصحية في توفير المعلومات الدقيقة والإرشادات اللازمة للمواطنين.