رئيس التحرير

سراب حسان غانم

المدير التنفيذي

رماح اسماعيل

مصادر سودانية: اجتماع القاهرة حول السودان سيتناول وضع آليات تنفيذية لإنهاء الصراع

نشر في

20 أغسطس، 2024
عصب السودان

أفاد الصحفي والكاتب السوداني خالد التيجاني بأن إرسال وفد الحكومة السودانية إلى القاهرة جاء استجابة لدعوة الإدارة الأمريكية لمناقشة تنفيذ اتفاق جدة حول السودان، الذي صدر في 11 مايو 2022، قبل الشروع في أي مفاوضات بشأن ملفات أخرى.

أعلن مجلس السيادة السوداني في بيان له أمس، أن الحكومة قررت إرسال وفد إلى القاهرة لمناقشة تنفيذ نتائج اتفاق جدة، وذلك بناءً على اتصال مع الحكومة الأمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي إلى السودان توم فيليبو، بالإضافة إلى اتصال من الحكومة المصرية تطلب فيه اجتماعاً مع وفد حكومي في القاهرة، بعد رفض حكومة السودان المشاركة في الاجتماع الذي عُقد في جنيف الأسبوع الماضي مع قوات الدعم السريع.

أشار التيجاني في تصريحات خاصة لـ”الدستور” إلى أن الحكومة السودانية دعاها لحضور اجتماع جنيف في 18 يوليو الماضي، إلا أنه لم يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي. وقد أعربت الحكومة السودانية عن تحفظها على عدة نقاط، بما في ذلك المسألة الشرعية المتعلقة بدعوة الفريق عبد الفتاح البرهان باعتباره رئيس مجلس السيادة وليس قائد الجيش. كما كان هناك شرط واضح بأن يتم توقيع الاتفاق من قبل الحكومة السودانية وليس الجيش السوداني.

رأى التيجاني أنه في هذا السياق، تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية بمرونة مع القضايا السودانية، وتراجعت عن موقفها الرسمي تجاه الحكومة السودانية، وتعاونت مع عبدالفتاح البرهان بصفته رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني. وتم التوصل إلى اتفاق حول الأج agendaة السودانية في جنيف، وبالتالي فإن الاجتماع الذي عُقد في جدة بداية أغسطس الجاري كان بين المبعوث الأمريكي ووفد من الحكومة السودانية وليس مع الجيش السوداني. ومع ذلك، لم يسفر الاجتماع الأخير في جدة عن اتفاق بشأن القضايا المطروحة من جانب وفد السودان.

وأضاف: “لذا اتخذت الحكومة السودانية قرارًا بعدم الذهاب إلى جنيف، لكنها قررت أمس إرسال وفد إلى القاهرة اليوم استجابة لموافقة الإدارة الأمريكية على طلبات الحكومة السودانية، وضرورة التشاور بشأن تنفيذ اتفاق جدة الذي يتضمن حماية المدنيين وتلبية المطالب الإنسانية. فقد حول الدعم السريع الحرب من نزاع مسلح إلى حرب ضد المدنيين واحتلال المنازل، بالإضافة إلى عمليات التهجير الواسعة والتعدي على الممتلكات العامة.”

أشار الكاتب السوداني إلى أن اجتماع القاهرة سيبحث ورقة قدمتها الحكومة السودانية تتضمن آليات الجدول الزمني لتنفيذ اتفاق جدة. كما أوضح أن اجتماع القاهرة يمثل تراجعًا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية السابق بشأن الدعوة إلى اجتماع جنيف.

أكد التيجاني أن الحكومة السودانية تلتزم بمسار جدة، وأن الاجتماعات في القاهرة تتم تحت رعاية جدة وليس جنيف. وهناك دلالة على التوافق بين القاهرة والسودان وتداخل العلاقة بينهما. لذا، من المتوقع أن تسفر اجتماعات القاهرة عن وضع آلية لتنفيذ اتفاق جدة، كان على رأسها خروج الدعم السريع من الأحياء المدنية.

تحدث التيجاني عن خسائر الحرب في السودان، مشيراً إلى أنها تتنوع بين جوانب “اجتماعية وعسكرية وسياسية”. وأوضح أن الخسائر المادية تأتي في المقدمة نتيجة التدمير المنهجي الذي طال المرافق العامة والمؤسسات الاقتصادية، بالإضافة إلى عمليات النهب الواسعة لموارد الدولة ومدخرات المواطنين، سواء كانت في المصارف أو المنازل. وأشار إلى توقف النشاط الاقتصادي في السودان، الذي يتركز معظمه في العاصمة الخرطوم، مما أثر سلباً على الصادرات والواردات للحكومة السودانية.

أشار التيجاني إلى أن عملية إعادة إعمار السودان ستتطلب تكلفة كبيرة، ومن المؤكد أن السودان فقد مئات المليارات بسبب هذا العدوان الخارجي الذي نفذته الدعم السريع. كما أن التعليم في البلاد تعرض لخسائر كبيرة حيث توقف نتيجة التفجيرات والتخريب الواسع لكافة المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى أن القطاع الصحي قد دُمّر بشكل لم يسبق له مثيل.

أشار إلى أن تأثيرات الحرب في السودان على الدول المجاورة ملحوظة، خاصة وأن السودان يحيط به مجموعة من الدول، مما يجعل الأمن القومي مرتبطًا بشكل كبير بالسودان. وبالتالي، فإن الدول المجاورة تتأثر سلبًا وإيجابًا بما يحدث داخل السودان. كما أن مخاطر انهيار الدولة السودانية ستؤدي إلى فقدان السيطرة المركزية، مما سيدفع البلاد إلى حالة من الفوضى، وهذا سيمثل تهديدًا أمنياً مباشراً على الدول المجاورة.

أشار إلى أن مصر قدمت دعمًا للسودان، لكن للأسف، الدول المجاورة الأخرى كانت لها مواقف سلبية في هذه الحرب. حيث كان يتم تهريب الأسلحة لدعم القوات السريعة عبر جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى تشاد وليبيا. كما أن إثيوبيا قدمت دعمًا سياسيًا لفترة طويلة، وبالتالي، فان معظم دول الجوار، بشكل مؤسف، لعبت دورًا سلبيًا ساهم في تأجيج هذه الحرب، مما سيؤثر سلبًا على أمنها واستقرارها.