لقي العشرات مصرعهم في أحدث موجة أمطار وسيول بثلاث ولايات في شمال السودان، وهو ما سيرفع أعداد الوفيات إلى أرقام قياسية.
وكانت وزارة الصحة السودانية أعلنت أن ضحايا الأمطار والسيول ارتفع إلى 132 حالة وفاة حتى يوم الأحد الماضي، أغلبهم بولايتي نهر النيل والشمالية، أقصى شمال السودان، التي لم تكن تشهد معدلات أمطار كبيرة.
وحسب بيان لمحلية مروي بالولاية الشمالية فإن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم صعقا بالكهرباء وانهيار المنازل عليهم، إثر سيول وأمطار غزيرة.
وعلقت وزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية الدراسة في كافة المراحل الدراسية حتى إشعار آخر حفاظا على سلامة الطلاب في أعقاب أمطار غزيرة صاحبها جريان السيول، استمرت منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء.
وقال بيان محلية مروي إن الأمطار أدت إلى قطع طريق كريمة – دنقلا فضلا عن إلحاق أضرار بعدة قرى.
وأطلقت عدة قرى في محليات دنقلا والدبة ومروي نداءات استغاثة بعد أن غمرت مياه الأمطار والسيول المنازل والمغروسات.
وفي ولاية نهر النيل أبلغت مصادر محلية الجزيرة أن أمطارا مصحوبة بالرياح تسببت في مصرع امرأة وإصابة إثنين آخرين بمحلية أبو حمد أقصى شمال ولاية نهر النيل.
وكانت أمطار وسيول قياسية ضربت أبو حمد قبل حوالي ثلاثة أسابيع وتسببت في مصرع 35 شخصا.
كارثة أربعات
وفي ولاية البحر الأحمر شمال شرق البلاد قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا” في تعميم صحفي إن وفدا لحكومة ولاية البحر الأحمر أبلغ بأن انهيار سد أربعات، نحو 38 كيلومتر شمال غرب بورتسودان أدى لوفاة حوالي 30 شخصا مرجحا أن تكون الأرقام الفعلية للضحايا أعلى من ذلك بكثير.
وذكر مكتب “أوتشا” أن الوفد الحكومي المكون من إدارة الطوارئ بوزارة الصحة ومفوضية العون الإنساني بالولاية، أفاد بأن نحو 70 قرية حول سد أربعات تأثرت بالفيضانات المفاجئة التي دمرت عشرين قرية.
وأضاف أن من بين 13 ألف عائلة “نحو 65 ألف شخص” تعيش غرب السد تعرضت منازل حوالي 10 ألف عائلة “نحو 50 ألف شخص” للتدمير أو الأضرار، فضلا عن تدمير أو تضرر 70 مدرسة وفقدان 10 ألف رأس من الماشية وانهيار 84 بئرا يتوقع أن تؤثر على امدادات المياه لبورتسودان.
وقال إن أضرارا بالغة لحقت بالبنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء واتصالات وطرق.
وأشار إلى هذه الأضرار قاصرة على القرى غرب سد أربعات، بينما لم يجري أي تقييم لتلك القرى شرق السد لصعوبة الوصول إليها.
وشيد سد أربعات في بداية القرن الماضي ليشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة بورتسودان بسعة 15 مليون متر مكعب.
وحسب تجمع البيئيين السودانيين فإن أخطاء في التشغيل تسببت في تعطيل بوابات السد الذي أصبح حاصدا للمياه والطمي معا ما أدى لانخفاض السعة التخزينية إلى 5 ملايين متر مكعب.
ووفقا للمدير التنفيذي لمحلية القنب والأوليب محمد علي إدريس في تصريحات صحفية فإن شرطة الدفاع المدني نشرت تعزيزات من فرق المسطحات المائية مزودة بمعدات إنقاذ لإجلاء عالقين عزلتهم مياه سد أربعات في خمس قرى.
وأعقب انهيار سد أربعات، فيضان خور بركة وغمره لغالب مدينة طوكر، نحو 150 كيلومتر جنوبي مدينة بورتسودان ما أسفر عن وفيات ودمار واسع طال أحياء المدينة والمرافق العامة.
وطبقا لنشطاء تحدثوا لسودان تربيون فإن الوفيات بلغت حتى الآن 9 حالات وفاة، وهي مرشحة للزيادة في ظل الأعداد الكبيرة للمفقودين.
وألقت محنة الأمطار والسيول في ولاية البحر الأحمر بأعباء إضافية على الحكومة الاتحادية التي اتخذت من عاصمة الولاية بورتسودان عاصمة بديلة بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023.
وسجل رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان زيارات ميدانية للمناطق المنكوبة شمال وجنوب بورتسودان، وسط اتهامات للحكومة بالتقصير وبطء التحرك لإنقاذ الضحايا.