تظهر بين الحين والآخر معلومات عن ظواهر عجيبة غريبة. تجد على الفور الكثير من المصدقين والمتحمسين، وهذا ما جرى في قصة “دوامة” خليج عدن.
على شاكلة المشاهد التي تتقطع لها الأنفاس في الأفلام الخيالية، ترددت في وسائل إعلام وفي مواقع في الإنترنت وبعدة لغات معلومات، زعمت أن الأمريكيين رصدوا “دوامة” هائلة كانت بدأت في التشكل في خليج عدن في نوفمبر عام 2000، وأن هذه الدوامة بدأت في الاتساع بنهاية عام 2008.
التقارير التي تطرقت إلى هذا الحدث “الغريب”، ذكرت أن الولايات المتحدة استخدمت قاعدتها العسكرية في جيبوتي لكشف أسرار هذه “الدوامة” الغامضة.
المعلومات التي ترددت عن “الدوامة” المزعومة ذكرت أن الولايات المتحدة استغلت في تلك الفترة نشاطات القراصنة الصوماليين لحشد سفن حربية تنتمي إلى العديد من الدول، في حين أن الهدف الحقيقي كان استكشاف ودراسة “الدوامة” العجيبة لا مواجهة “حفنة” من القراصنة الصوماليين.
خليج عدن يقع بين اليمن والصومال وجيبوتي، هو يربط البحر الأحمر بالمحيط الهادئ، ويعد هذا الخليج واحدا من أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم، حيث تبحر عبره حوالي 21000 سفينة كل عام.
ظاهرة “الدوامة” العجيبة في خليج عدن والتي أطلق ليها اسم “بوابة النجوم”، ربطت في ذلك الوقت بظاهرة أخرى قيل إنها رصدت في سماء شمال النرويج وتمثلت في دوامة من الضوء الأزرق، وصفت بأنها بدت كما لو أنها شكلت بواسطة جهاز كمبيوتر.
روايات اعتبرت هذه “الدوامة” الغامضة ممرا سريا لولبيا يمكن الانتقال عبره إلى أقاصي الكون، وأن “بوابة النجوم” يمكن الانتقال عبرها إلى مسافة مئة مليون سنة ضوئية!
هذه الأعجوبة زاد من إثارتها أمريكي يدعى آرون ماكولوم، ذكر أنه خدم في الجيش الأمريكي حوالي 10 سنوات، وكان ضمن البرنامج السري ” ماكولترا”، وأنه شارك في العمليات البحرية في خليج عدن في عام 2010.
ماكولترا، هو برنامج سري للاستخبارات المركزية الأمريكية كان يهدف إلى تحضير عقاقير خاصة بغسل المخ والتعذيب النفسي مخصصة للاستعمال في عمليات الاستجواب وانتزاع المعلومات. هذا البرنامج كان بدأ في عام 1953 وتوقف العمل به رسميا في عام 1973.
هذا العسكري الأمريكي السابق ذكر في مقابلة مصورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، أن إحدى “بوابات النجوم” توجد في خليج عدن، وتوجد المزيد منها قبالة سواحل اليمن.
آرون ماكولوم يقول في تلك المقابلة إنه “شارك في الكثير من مشاريع العمليات السرية المختلفة. العمليات السوداء، في جميع أنحاء العالم، وأيضا الكثير جدا في الولايات المتحدة نفسها”.
وعن الدوامة المزعومة في خليج عدن يقول: “وهناك حقيقية… هناك شهادات وهناك صور… يسمونه شذوذا وهناك مجال مغناطيسي ضخم يحدث هناك، في هذا المكان. يسمونه شذوذا، هل تعلم؟ يعطون أسماء لها، حيث يقوم الماء بحركة دوامية هي في الواقع يسبب تأثير زوبعة ضخمة”.
العسكري الأمريكي السابق يمضي في روايته قائلا إن هذه الظاهرة “أكدت من قبل أشخاص آخرين الذين جمعوا المعلومات. ومع ذلك، فإن هذه البوابة النجمية بخليج عدن معروفة منذ فترة طويلة وكثيرة… بعض الدول تريد الفوز… تريد قطعة من الكعكة. وأنت تعلم! هناك دائما بلد يريد حصة أكبر من الآخر”.
موقع “lesmoutonsenrages” تحدث عما يقال عن “بوابة النجوم” في خليج عدن، ونقل في تقريره بهذا الشأن عن علم صيني يدعى وانغ سيشاو، قيل إنه يعمل في هيئة مختصة بأبحاث الأجسام الطائرة المجهولة تأكيده أن ظاهرة ” بوابة النجوم ليست ذات مصداقية ولا يوجد أساس لها لا في علم الفلك ولا في الواقع”.
مع كل ذلك يتمسك البعض بشغفه بالعجائب، ويضيف أنصار هذه الظواهر بين فترة وأخرى المزيد من التفاصيل المثيرة عن بوابة للنجوم تظهر على شكل دوامة هائلة في خليج عدن، يمكن للبشر عبرها السفر إلى المجرات البعيدة.
دوامة خليج عدن العجيبة المزعومة تبقى على أي حال، حكاية مثيرة تعكس في الدرجة الأولى قدرة الإنسان على صنع الأساطير والتحليق بعيدا على أجنحة الخيال.