تشهد مدينة بني ملال وبعض المناطق بجهة بني ملال-خنيفرة، مثل سوق السبت أولاد النمة وأولاد عياد وأولاد امبارك وفم أودي، أزمة حادة بسبب انقطاع الماء الصالح للشرب، مما أثار غضب السكان واستياءهم بشكل كبير.
ولليوم الثالث على التوالي، يجد السكان أنفسهم مضطرين للبحث عن مصادر بديلة لتأمين احتياجاتهم من الماء، ما دفعهم للجوء إلى الآبار والثقوب المائية في الأحياء.
وعبّر العديد من المواطنين عن مخاوفهم من استمرار الأزمة، خاصة في ظل الوضع المائي الحرج الذي تعيشه المنطقة، وطالبوا الجهات المسؤولة بإيجاد حل دائم لهذه المشكلة التي تتكرر بشكل متواصل، مما يزيد من تذمر واستياء المواطنين.
وأشار بعض السكان إلى إمكانية أن تستخدم الجهات المنوط بها تدبير القطاع مياه الثقوب المائية المتوفرة كحل مؤقت لتزويد الأحياء، مع مراعاة معايير السلامة الصحية. وقالوا إن “استغلال هذه المياه قد يخفف من معاناة السكان، خاصة في ظل الأزمة الحالية”.
من جهته، عبر توفيق زبدة، مستشار بجماعة بني ملال باسم الحزب الاشتراكي الموحد، عن استيائه من تقاعس الجهات المسؤولة في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الأزمة الناتجة عن نقص في التساقطات المطرية، مما أدى إلى تدهور الفرشة المائية وزيادة الضغط على السدود.
وأشار زبدة إلى غياب المبادرات الفعالة من المؤسسات المعنية والمجلس الجماعي، بما في ذلك عدم توفير بدائل أو إطلاق حملات توعية للسكان حول الوضع الحالي. كما انتقد عدم تنفيذ سياسات مستدامة لإدارة الموارد المائية، مثل تدوير المياه، واستخدام محطات المعالجة، وتشجيع التقنيات الحديثة.
وفي ختام تصريحه، دعا زبدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على الثروات المائية وضمان توفير مياه نظيفة وكافية لجميع سكان الجهة، مشدداً على أن الأولوية يجب أن تكون لمصلحة المواطنين وحقوقهم الأساسية في الحصول على المياه.
من جانبها، أعلنت جماعة بني ملال أنها قامت في ظل الظروف الحالية لانقطاع الماء الذي تعاني منه أحياء مدينة بني ملال، بتقديم استجابة سريعة وفعالة لتخفيف معاناة الساكنة، من خلال تخصيص شاحنات صهريجية لتوزيع المياه. وأكدت استمرارها في متابعة الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان توفير المياه بانتظام لجميع السكان.
كما أوضحت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء لتادلة، في بيان لها، أن الانقطاع يعود إلى ارتفاع كبير في تعكر المياه بمحطة التصفية في أفورار نتيجة الفيضانات، موردة أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يعمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن، داعيةً السكان إلى ترشيد استهلاك المياه خلال هذه الفترة الحرجة.
وفي انتظار حل الأزمة، يبقى سكان بني ملال والمناطق المجاورة في حالة ترقب، راجين عودة المياه إلى منازلهم في أقرب وقت. كما تتواصل الدعوات لترشيد استهلاك المياه وتجنب الإسراف، مع الأمل في أن تكون هذه الأزمة نقطة تحول نحو تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة.