استضاف متحف البحرين الوطني محاضرة حول العمارة البحرينية والتراث المعماري لمدينة المحرق التاريخية.
وجاءت المحاضرة بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار ضمن البرنامج الصيفي الذي يُقيمه مجلس المحرق البلدي.
وألقى المحاضرة سعادة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة مدير عام التراث بهيئة الثقافة والآثار، حيث استعرض خلالها ملامح العمارة البحرينية، والعناصر التصميمية التي تُميّز البيوت البحرينية التقليدية، وألقى الضوء على مدينة المحرق التاريخية، ونسيجها العمراني المميز.
وقدّم الشّيخ محمد نُبذةً تطور مدينة المحرق، ومكانتها كإحدى أهم المدن التاريخية في المملكة. وتطرق إلى مراحل تطور العمارة البحرينية، بدءًا من المباني التقليدية التي تعكس الطابع التراثي الأصيل، مرورًا بالمباني الانتقالية التي تمزج بين التراث والحداثة، وصولًا إلى المباني الحديثة التي تجمع بين الفخامة والتصميم العصري.
تطرّقت المحاضرة أيضاً للملامح التي تُميّز البيوت البحرينية، مثل البادگيرات (أبراج التهوية) والمشربيات، والتي تحكي قصّة تكيّف السكان مع المناخ المحلّيّ. وتحدّث الشيخ محمد عن مناهج الترميم المتبعة في البحرين للحفاظ على الهوية المعمارية التقليدية للمدينة، مشيرًا إلى التحديات الإنشائية التي تواجه المباني التاريخية، وكيفية التعامل معها بطرق مبتكرة للحفاظ على سلامتها الهيكلية.
وختامًا، تم تناول مشروع «مسار اللؤلؤ»، الذي يُعتبر أحد أبرز المشاريع التراثية في المحرق. وأوضح مدير عام التراث أن هذا المشروع يهدف إلى الحفاظ على تاريخ البيوت والأحياء التاريخية في المحرق، والحفاظ على التراث المعماري والثقافي الفريد الذي تمتاز به المدينة التاريخية، مُؤكّدًا على أهمية هذا المشروع في تعزيز مكانة المحرق كموقع تراث عالمي.
شهدت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من قبل الحضور، الذين عبروا عن اهتمامهم العميق بمحاور اللقاء، وطرحوا تساؤلات حول مستقبل مشاريع الترميم والتطوير في المحرق. في ختام الفعالية، شكر مجلس المحرق البلدي سعادة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة على إسهامه القيّم، مشدّدين على أهمية إقامة مثل هذه المبادرات، التي تُعزّز الوعي الثقافي والمعماري في المجتمع ومنوهين إلى ضرورة العمل على الحفاظ على مختلف مدن البحرين التاريخية التي تعكس حضارة مملكة البحرين
