أعلنت وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء، مصادرة طائرة يستخدمها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ونقلتها من جمهورية الدومينيكان إلى ولاية فلوريدا، بعدما اعتبرت أن شراءها كان انتهاكاً للعقوبات الأميركية.
وقال وزير العدل ميريك جارلاند، في بيان: “صادرت الوزارة هذا الصباح طائرة.. تم شراؤها بشكل غير قانوني مقابل 13 مليون دولار من خلال شركة وهمية، وهُرّبت خارج الولايات المتحدة لاستخدامها من قبل مادورو وأعوانه”.
وشدد على أن الوزارة “ستواصل متابعة أولئك الذين ينتهكون عقوباتنا وضوابط التصدير لمنعهم من استخدام الموارد الأميركية لتهديد أمن الولايات المتحدة القومي”. وأشار إلى أن الطائرة من طراز داسو فالكون 900EX.
وذكر مساعد وزير التجارة لإنفاذ الصادرات ماثيو أكسلرود، أن “هناك رسالة واضحة وراء هذه المصادرة مفادها أن الطائرات التي تم الحصول عليها بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة لصالح مسؤولين فنزويليين خاضعين للعقوبات لا يمكنها أن تطير إلى وجهتها دون محاسبة”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أصدر في أغسطس 2019 أمراً تنفيذياً “يحظر على الأشخاص الأميركيين المشاركة في التعاملات مع الأشخاص الذين تصرفوا أو يزعم أنهم تصرفوا بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح حكومة فنزويلا، بما في ذلك أعضاء حكومة مادورو”، بحسب وزارة العدل.
وأشار تحقيق أميركي، إلى أن أشخاصاً مرتبطين بمادورو استخدموا أواخر 2022 وأوائل 2023 شركة وهمية مقرها في الكاريبي، لإخفاء تورطهم في الشراء غير القانوني للطائرة من طراز داسو فالكون 900EX من شركة مقرها منطقة جنوب فلوريدا.
وتم تصدير الطائرة بعد ذلك بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة إلى فنزويلا عبر الكاريبي في أبريل عام 2023.
ومنذ مايو 2023، تم استخدام الطائرة داسو فالكون، التي تحمل الرقم التسلسلي T7-ESPRT، في رحلات جوية من وإلى قاعدة عسكرية في فنزويلا، ولصالح مادورو وممثليه، بما في ذلك نقل الرئيس الفنزويلي في زيارات إلى دول أخر، بحسب وزارة العدل الأميركية.
أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها ستعيد فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الفنزويلي، معتبرة أن الرئيس مادورو لم يفِ بالتزاماته إجراء انتخابات رئاسية نزيهة.
شبكة CNN الأميركية اعتبرت الخطوة، أحدث تطور في العلاقة المتوترة منذ زمن طويل بين الولايات المتحدة وفنزويلا، كما تعد تصعيداً مع استمرار واشنطن في التحقيق فيما تعتبره ممارسات فساد من قبل حكومة كاراكاس.
ووُصفت الطائرة من قبل المسؤولين بأنها تعادل الطائرة الرئاسية الأميركية Air Force One، وشوهدت في زيارات رسمية سابقة قام بها مادورو حول العالم.
وأشار مصدر أميركي لم تكشف الشبكة عن هويته، إلى أن هذا “يبعث برسالة إلى أعلى المستويات”، مضيفاً أن “مصادرة طائرة رئيس دولة أجنبية أمر غير مسبوق في القضايا الجنائية.. نحن نرسل رسالة واضحة هنا مفادها أنه لا أحد فوق القانون، ولا أحد بمنأى عن العقوبات الأميركية”.
وسعى المسؤولون الأميركيون لسنوات إلى تعطيل تدفق مليارات الدولارات إلى حكومة مادورو. وصادرت وكالة التحقيقات التابعة لوزارة الأمن الداخلي، ثاني أكبر وكالة تحقيق في الحكومة الفيدرالية، العشرات من السيارات الفاخرة، إلى جانب أصول أخرى كانت في طريقها إلى فنزويلا.
وأوضحت CNN، أن أحد الخطوات التالية عند وصول الطائرة إلى الولايات المتحدة، سيكون متابعة إجراءات المصادرة، مما يعني أن للحكومة الفنزويلية فرصة لتقديم التماس لاستعادتها، بالإضافة إلى البحث عن أي معلومات أو مواد داخل الطائرة يمكن استخدامها كأدلة قانونية في سياق التحقيقات.
وفرضت واشنطن، مؤخراً، ضغوطاً على الحكومة الفنزويلية للإفراج “فوراً” عن بيانات محددة تتعلق بالانتخابات الرئاسية، معربةً عن مخاوف بشأن مصداقية فوز مادورو.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الفنزويلي، رداً على عدم سماح حكومة مادورو بإجراء “انتخابات شاملة وتنافسية”.
وبعد إعادة فوزر مادورو في انتخابات أثارت الجدل في 28 يوليو، علّقت فنزويلا الرحلات التجارية من وإلى جمهورية الدومينيكان.