أطلق نشطاء في المجال البيئي بمدينة العرائش صرخة جديدة من أجل وقف قطع الأشجار غير القانوني الذي تتعرض له غابة “لايبيكا” بالمدينة، محذرين من استمرار تدهور النظام البيئي منذ الحريق الكبير الذي أتى على 20 هكتارا من هذه الغابة في موجة الحرائق التي ضربت أقاليم الشمال خلال 2022.
وشددت حركة الشباب الخضر في رسالة وجهتها إلى المجلس الجماعي لمدينة العرائش، الذي يترأسه عبد المومن الصبيحي، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، على ضرورة اتخاذ إجراءات “سريعة”، مثل بناء سياج حول الغابة، لمنع “أي اعتداءات مستقبلية وضمان حماية هذا الإرث الطبيعي بالعرائش”.
وطالبت الهيئة المعنية بالدفاع عن البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية بمدن الشمال، بـ”إعادة تشجير 20 هكتارًا من غابة لايبيكا بمدينة العرائش التي تعيش وضعية حرجة”، وذلك بعدما تعرضت لحريق مدمر خلال صيف عام 2022، مما أدى إلى تدمير 20 هكتارًا من الغطاء النباتي، واعتبرت ذلك “خسارة فادحة للنظام البيئي المحلي”.
كما أكدت الهيئة ذاتها ضرورة التدخل العاجل لرئاسة مجلس جماعة العرائش من أجل “إعادة تشجير المناطق المتضررة، واتخاذ كافة التدابير الضرورية للحد من ظاهرة قطع الأشجار”، وأعربت عن استعدادها للمساهمة والمشاركة في أي أنشطة ذات الصلة بإعادة التشجير وحماية الغابة.
في تعليقه على الموضوع، اعتبر هلال محمد، نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة العرائش، أن تهيئة غابة “لايبيكا” تدخل في إطار مشروع كبير تدعمه جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بغلاف مالي يقدر بـ36 مليون درهم، يشمل إعداد فضاء ترفيهي متكامل يضمن العديد من المرافق.
وأكد هلال، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، حرص المجلس على حماية المجال البيئي للمدينة، مبرزا أن المشروع في طور الإنجاز، وإعادة تهيئة غابة “لايبيكا” التي تمثل ملكا للجماعة “جزء من هذا المشروع الحيوي”.
وسجل نائب رئيس المجلس الجماعي للعرائش أن الأشغال في المشروع الممول من الجهة بلغت حوالي 30 بالمائة، ويرتقب أن تتواصل في السنة المقبلة من أجل تجهيز الفضاء الترفيهي الذي سيضم مرافق عدة، ستشكل فضاء ومتنفسا جديدا للساكنة.
وبخصوص المخاوف من أن التدمير المتعمد الذي تتعرض له غابة “لايبيكا” بعد احتراقها يشكل خطوة تمهيدية للسطو عليها من طرف أباطرة العقار، التي يعلن عنها نشطاء بالمدينة بين الفينة والأخرى، رد هلال بأن هذا الكلام يروج من أجل “الاستهلاك الإعلامي فقط، وإلا كيف يمكن أن نفسر وجود استثمارات في المنطقة بـ3,6 مليارات سنتيم؟”، مشددا على أن هذه الروايات “لا أساس لها من الصحة”، وفق تعبيره.