أطلقت وزارة شؤون البلديات والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) في مملكة البحرين، حملة وطنية لنشر الوعي بأهمية الطبيعة والأشجار وتعزيز المساحات الخضراء في جميع أنحاء مملكة البحرين.
وتم إطلاق الحملة بمناسبة شهر أكتوبر الحضري، وهو احتفال عالمي يشجع الجميع على العمل من أجل مستقبل حضري أفضل من خلال نشر الوعي وتبادل الثقافات.
وتأتي الحملة التي تحمل عنوان «بذور البحرين» كجزء من مشروع «بناء مدن خضراء ومستدامة» الذي ينفذه موئل الأمم المتحدة مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبالشراكة مع وزارة شؤون البلديات والزراعة والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، حيث تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التحول نحو أنظمة حضرية أكثر استدامة من خلال زيادة المساحات الخضراء في المملكة، تماشياً مع الخطة الوطنية للتشجير.
وتم خلال حفل إطلاق الحملة الذي أقيم بحضور سعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شئون البلديات والزراعة وعدد من أصحاب السعادة الوزراء، وسعادة السيد خالد المقود المنسق المقيم للأمم المتحدة في مملكة البحرين، وسعادة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وسعادة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة وكيل الوزارة لشئون البلديات، والدكتورة فرناندا لوناردوني رئيسة موئل الأمم المتحدة في البحرين، إلى جانب عدد من المسئولين في الوزارة والأمم المتحدة، تدشين المنصة الإلكترونية «بذور البحرين» وتقديم الشاحنة المتنقلة «البذور المتنقلة» للجمهور.
وتدعو الحملة المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين لاستخدام منصة «بذور البحرين» التفاعلية، حيث بإمكانهم اقتراح مواقع جديدة لزراعة الأشجار في أحيائهم ومجتمعاتهم، وبدورها، ستقوم الشاحنة المتنقلة «البذور المتنقلة» بتوزيع الأشجار، ونشر الوعي، والتفاعل المباشر مع السكان في شوارع وأحياء مملكة البحرين، مما يتيح الفرصة للأفراد للمشاركة المباشرة في تحويل وتحسين مجتمعاتهم بهدف تيسير الوصول إليهم.
وأوضح سعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شئون البلديات والزراعة أن حملة «بذور البحرين» تعكس الشراكة الفاعلة بين الأمم المتحدة ومملكة البحرين، متطلعاً إلى استمرار هذا التعاون البناء بما يسهم في تعزيز مسار التنمية المستدامة ويتماشى مع التزامات المملكة وأهدافها البيئية بما فيها زيادة الرقعة الخصراء ومضاعفة عدد الأشجار لتصل إلى 3.6 مليون شجرة بحلول العام 2035.
وأوضح الوزير المبارك أن حملة «بذور البحرين» تتماشى مع الخطة الوطنية للتشجير، بهدف زيادة الوعي عن فوائد التشجير والمساحات الخضراء في أماكن حضرية في البحرين، وقال: «من خلال هذه الحملة، ندعو المواطنين والمقيمين للمساهمة في الرؤية المشتركة لتشكيل مجتمعات مستدامة وخضراء في مملكة البحرين».
ومن جانبه، ثمن سعادة السيد خالد المقود المنسق المقيم للأمم المتحدة في مملكة البحرين الشراكة القائمة مع وزارة شئون البلديات والزراعة قائلاً «إن حملة «بذور البحرين» تمثل وجهاً من وجوه التعاون الوثيق بين الأمم المتحدة وحكومة مملكة البحرين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يشمل بناء مستقبل مستدام والحفاظ على البيئة الحضرية في المملكة للأجيال القادمة»، معرباً عن أمله في أن تسهم الحملة بزيادة الوعي المجتمعي بأهمية المساحات الخضراء.
من جانبها أكدت سعادة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي دعم المبادرة لجميع المشاريع التي تصب في زيادة الغطاء النباتي في مملكة البحرين، مؤكدة التعاون القائم مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ووكالات الأمم المتحدة المختلفة لدعم برامج مملكة البحرين في مجال التشجير.
ونوهت الشيخة مرام بأن الإسهامات المختلفة سواء للقطاع الحكومي أو الخاص إلى جانب المؤسسات الأهلية وكذلك المؤسسات الدولية جميعها تصب في خدمة أهداف الخطة الوطنية للتشجير، متطلعة إلى أن تشكل حملة «بذور البحرين» منصة إضافية لزيادة الوعي بأهمية التشجير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة فرناندا لوناردوني رئيسة موئل الأمم المتحدة في البحرين: «توفر الأشجار والمساحات الخضراء العديد من الفوائد، مثل التظليل والتبريد وتقليل درجات الحرارة وتعزيز الصحة النفسية والحفاظ على التنوع البيولوجي وغيرها. ومن خلال تعزيز مستقبل مستدام وأخضر لمناطق مملكة البحرين، ستساعد الحملة في خلق بيئة مدنية متوازنة وصحية تثري حياة السكان والنظم البيئية المحلية، وذلك ضمن أولويات برنامج موئل الأمم المتحدة بالإضافة إلى الاستمرار في زراعة بذور التغيير ودعم الجهود الحكومية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة».