خسرت طاقة التكرير في العراق ما يصل إلى 140 ألف برميل يوميًا، بعد خروج واحدة من أهم مصافي النفط في البلاد من الخدمة، لمدة شهر، بسبب إجراء أعمال صيانة.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لملف الطاقة العراقي، فإن مصفاة كربلاء العملاقة متوقفة منذ ما يزيد على 10 أيام، إذ خرجت من الخدمة يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي (2024)، ضمن جهود تسريع أعمال الصيانة فيها.
ومن المنتظر أن تعود طاقة التكرير في العراق إلى حالتها الطبيعية، مع عودة مصفاة كربلاء مجددًا إلى العمل بعد انتهاء أعمال الصيانة بالكامل، قبل نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إذ حددت وزارة النفط العراقية مدة أعمال الصيانة بشهر واحد.
يشار إلى أن الطاقة الإنتاجية لمصفاة كربلاء العراقية تبلغ في الوقت الحالي نحو 140 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، بما يقارب نحو 15% من طاقة التكرير في العراق، والمستهدفة عند 1.14 مليون برميل يوميًا.
تتضمن خطط زيادة طاقة التكرير في العراق، الوصول إلى 1.140 مليون برميل يوميًا، وذلك من خلال إضافة وحدات جديدة للمصافي العاملة في بغداد والبصرة وبيجي خلال الوقت الحالي، ومن بينها مصفاة كربلاء.
كما تتضمّن جهود زيادة طاقة تكرير النفط الخام العراقية، بناء مصافٍ جديدة، كل منها تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 150 ألف برميل يوميًا، وذلك داخل محافظات ميسان وكركوك وذي قار، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، لخطة وزارة النفط العراقية لتطوير المصافي وبنائها.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد افتتح، في أبريل/نيسان 2023، مصفاة كربلاء، ليبدأ أول إنتاج تجاري منها ملبيًا جزءًا من خطة وزارة النفط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية.
وانطلقت المصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 140 ألف برميل يوميًا، وجاء إطلاقها ضمن مساعي الحكومة لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصافي النفط، وذلك عبر دعم الوحدات الإنتاجية التكميلية قيد الإنشاء واستكمالها، بما يلبي الاحتياجات المحلية من الوقود والمنتجات المختلفة.
وحينها، أعلن السوداني تشجيع حكومته لعمليات الاستثمار في قطاع التكرير، من خلال إنشاء مصافٍ حديثة ذات مواصفات فنية متطورة، بهدف الاستغناء عن استيراد الوقود وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ثم التحول إلى التصدير، لتحقيق أعلى قيمة مضافة للبرميل المصدر.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، أبرز المعلومات عن مصفاة كربلاء العراقية:
تعد المنتجات التي تقدمها مصفاة كربلاء من الأكثر جودة، إذ تبلغ درجة نقاء البنزين نحو 95 أوكتان، بالإضافة إلى ذلك تنتج المصفاة نحو 200 ميغاواط من الكهرباء، وتدعم الشبكة الوطنية للكهرباء بنحو 60 ميغاواط،
في الوقت نفسه، بلغ حجم إنتاج المشتقات النفطية في المصفاة، خلال المدة الأولى لمرحلة التشغيل التجاري التجريبي، نحو 70 ألف برميل يوميًا، ثم ارتفعت إلى الطاقة التصميمية الكاملة، بقدرة 140 ألف برميل يوميًا، بنهاية شهر يوليو/تموز 2023.
وكان وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، قد أشار إلى زيادة طاقة التكرير في العراق بدخول المصفاة إلى الخدمة، إذ أعلن أن المصفاة ستنتج بين 8 و9 ملايين لتر من البنزين عالي الأوكتان بدرجة “95” يوميًا، وهي الكميات التي يمكن زيادتها 12 مليون لتر عند خلطها مع “النافثا”.
وبإمكان إنتاج مصفاة كربلاء أن يغطي ما يصل إلى 75% من الاستهلاك المحلي للوقود والمنتجات الأخرى، في حين تتواصل جهود الاستغناء عن الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال زيادة طاقة التكرير في العراق، بتطوير مصافٍ أخرى، وبناء وحدات تكريرية جديدة.