وسط تصعيد للصراع في لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم الإثنين مقتل أربعة جنود في هجوم شنته مسيرة تابعة لـ “حزب الله” الأحد على قاعدة عسكرية قرب بنيامينا جنوب حيفا. وقال الجيش في بيان “قُتل أربعة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي وأصيب سبعة آخرون بجروح خطرة”.
وأعلن “حزب الله” أمس الأحد إطلاق مسيرات على معسكر تدريب للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل أسفر عن سقوط أكثر من 60 جريحاً في المنطقة، في وقت يشن فيه معارك “من المسافة صفر” في لبنان مع الجيش الإسرائيلي الذي يكثف ضرباته ضد الحزب المدعوم من إيران.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد مقتل 51 شخصاً وإصابة 174 بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من لبنان السبت.
وقال جهاز إسعاف إسرائيلي إن أكثر من 60 شخصاً أصيبوا جنوب حيفا، حيث قال “حزب الله” إنه استهدف معسكر تدريب للجيش بطائرات مسيرة. وجاء في بيان للجهاز “بمساعدة فرق الإسعاف التابعة لمنظمة يونايتد هاتسالا، قدمنا المساعدة لأكثر من 60 مصاباً بجروح متفاوتة الشدة – حرجة وخطرة ومتوسطة وطفيفة”.
وأورد الحزب في بيان إن عناصره نفذوا “عملية إطلاق سرب من المسيرات الإنقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا”، وذلك رداً على القصف الإسرائيلي وخصوصاً على “أحياء النويري والبسطة” في بيروت و”باقي المناطق اللبنانية”.
وفي وقت لاحق، أعلن الحزب استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة حيفا في شمال إسرائيل بـ”صواريخ نوعية. وقال في بيان إن عناصره أطلقوا “صلية صاروخية نوعية على مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوب حيفا” سبق وتم استهدافه مرات عدة آخرها السبت.
وعصر الأحد، أفاد الحزب بأن عناصره اشتبكوا مجدداً “من المسافة صفر” مع قوة إسرائيلية في بلدة لبنانية حدودية، على وقع مواصلة إسرائيل محاولاتها منذ نهاية الشهر الماضي التوغل براً في المنطقة.
وأكد الجيش الإسرائيلي خوض “معارك مباشرة”، معلناً أسر عنصر من “حزب الله” في نفق في جنوب لبنان حيث يشن هجوماً برياً منذ 30 سبتمبر (أيلول). وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن بلاده لن تسمح لـ”حزب الله” بالعودة إلى المناطق الحدودية، حتى بعد انسحاب جنوده.
وكثف الطيران الحربي الإسرائيلي منذ منتصف ليل السبت غاراته على بلدات في جنوب لبنان بعدما ضرب مساء السبت سوقاً في مدينة النبطية الكبيرة الواقعة على بعد نحو 12 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن إصابة مسعفين تابعين له في غارة إسرائيلية على منزل في جنوب لبنان، كان قد أرسلهم “بعد إجراء الاتصالات اللازمة” مع قوات اليونيفيل.
وبعد ظهر الأحد، دعا الجيش سكان 21 قرية في جنوب لبنان إلى إخلائها.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة ان الهجمات على قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “يونيفيل” قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب.
في بيان، أوضح غوتيريش أن “طواقم اليونيفيل ومواقعها يجب ألا تتعرض للاستهداف أبداً” مشدداً على أن “الهجمات ضد جنود حفظ السلام تنتهك القانون الدولي (..) وقد تشكل جريمة حرب”
وكانت القوة الأممية استنكرت تعرض مواقعها في جنوب لبنان لنيران إسرائيلية بشكل “متكرر” و”متعمد”، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن خمسة من جنودها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد في مقطع مصور متوجهاً إلى غوتيريش “ابعدوا قوات اليونيفيل عن الخطر. يجب القيام بذلك الآن وفوراً”. وأضاف “نأسف لإصابة جنود اليونيفيل ونحن نفعل كل ما في وسعنا لمنع هذه الإصابة”
وفي تحدٍ للانتقادات الدولية، أكد أن بلاده طلبت عبثاً “عدة مرات” انسحاب قوات اليونيفيل من مناطق القتال، واعتبر أن رفض الأمم المتحدة إجلاءهم يجعلهم “دروعًا بشرية لإرهابيي (حزب الله)”.
من جهتها، اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في اتصال هاتفي مع نظيرها الإسرائيلي أنه “من غير المقبول أن تهاجم القوات المسلحة الإسرائيلية اليونيفيل”.