في عالمنا سريع الخطى، حيث تغرقنا الإشعارات وتتوالى المعلومات، هل تساءلت يوماً عن مدة قدرتك على التركيز على مهمة واحدة دون تشتيت؟ دراسة حديثة كشفت عن حقيقة صادمة قد تفاجئك، فالإنسان أصبح يواجه صعوبة متزايدة في الحفاظ على تركيزه.
وقد أظهرت دراسة شملت آلاف الأشخاص في المملكة المتحدة أن متوسط مدة تركيز الفرد لا تتجاوز 17 دقيقة و10 ثوانٍ! الأمر الذي يثير تساؤلات حول أسباب هذا التراجع المقلق في قدرة الإنسان على التركيز.
الجيل الأصغر والأكثر تضرراً:
أظهر الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً أسوأ أداء في التركيز، حيث يعترف نصفهم تقريبًا بأن انتباههم يتشتت في أقل من دقيقة واحدة.
أسباب التشتت:
أرجع المشاركون في الدراسة أسباب تشتت انتباههم إلى عوامل عدة، أبرزها التعب، التوتر، والإشعارات المستمرة من الهواتف المحمولة.
تأثير التكنولوجيا:
أشارت الدراسة إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً كبيراً في تشتيت الانتباه، حيث يجد الكثيرون صعوبة في مقاومة إغراء التحقق من هواتفهم أو تصفح الإنترنت.
أنواع المهام:
كشفت الدراسة أن المهام الروتينية مثل تنظيم الأمور المالية أو العمل المكتبي تسمح بتركيز أطول قليلاً مقارنة بالمهام التي تتطلب تفاعلاً اجتماعياً.
مقارنة مع الدراسات السابقة:
في دراسة سابقة أجرتها شركة مايكروسوفت، زعمت أن متوسط مدى انتباه الإنسان أصبح ثماني ثوانٍ فقط، أي أقل من سمكة ذهبية. رغم التشكيك في دقة هذا الرقم، إلا أنه يعكس الاتجاه العام نحو تراجع قدرة الإنسان على التركيز.
آثار تشتت الانتباه:
تؤثر القدرة المتناقصة على التركيز سلبًا على جوانب عديدة من حياتنا، بما في ذلك:
الإنتاجية: يؤدي تشتت الانتباه إلى انخفاض الإنتاجية في العمل والدراسة.
العلاقات الاجتماعية: يصعب الحفاظ على محادثات عميقة ومجزية عندما يكون ذهننا مشتتاً.
الصحة النفسية: قد يؤدي الإفراط في استخدام التكنولوجيا وتشتت الانتباه إلى زيادة الشعور بالقلق والاكتئاب.
هذا وتؤكد هذه الدراسة على أهمية الحفاظ على تركيزنا في عالم مليء بالمشتتات. من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة، يمكننا تحسين قدرتنا على التركيز وتحقيق نتائج أفضل في حياتنا.