خصّص الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للجوار الجنوبي، خافيير كولومينا، زيارة للمغرب، أول أمس الأربعاء، أجرى خلالها مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حول الفرص والسبل الكفيلة بتعميق التعاون الممتاز القائم بين “الناتو” والمملكة على المستوى السياسي والمدني والعسكري.
وفي تصريح للصحافة عقب هذه المباحثات، قال كولومينا إن المغرب يظل “فاعلا لا محيد عنه” في مجال الأمن، واصفا المملكة بأنها “شريك المهم جدا” بالنسبة للحلف الأطلسي و”فاعل رئيسي” في مجال مكافحة الإرهاب.
تعليقاً على زيارة ممثل الأمين العام لـ”الناتو” إلى المغرب، قال محمد شقير، محلل السياسي وأمني، إن المغرب “أصبح ركيزة أساسية في استراتيجية الحلف لمواجهة التمدد الإرهابي في منطقة جيو-استراتيجية حساسة، بحكم موقعه الجغرافي في منطقة شمال إفريقيا والاستقرار السياسي الذي يتميز به ضمن دول منطقة غير مستقرة”.
وأضاف شقير، أن المغرب انخرط منذ سنة 2001 كحليف استراتيجي للولايات المتحدة متزعمة الحلف في استراتيجيتها ضد الإرهاب الدولي، “وبالتالي فاللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية المغربي وممثل الحلف يهدف أمام التحديات الكبرى التي يطرحها تمدد الإرهاب إلى مزيد من التنسيق والتعاون الأمني في محاربة الإرهاب، خاصة وأن المملكة تتبنى مقاربة استباقية في هذا الشأن وتتوفر على أجهزة أمنية تمتلك خبرة وتمرسا في تفكيك الخلايا الإرهابية، لا سيما تلك التي تنشط في دول أوروبية باسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا”.
من جانبه، اعتبر العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، أن تصريحات الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي لشؤون الجوار الجنوبي، خافيير كولومينا، الذي أشاد بالدور الريادي للمغرب في مجال الأمن، “اعتراف لم يأتِ من فراغ”.
وأبرز الوردي، في حديث لهسبريس، أن المغرب “يلعب أدواراً بارزة في تعزيز السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وذلك من خلال قنوات استخباراتية متطورة وعلاقات دولية متينة قائمة على تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية، وهي الجهود التي أسهمت في إحباط العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تهدد الأمن العالمي”.
إلى جانب ذلك، يضيف المحلل السياسي ذاته، فإن المغرب “يتمتع بخبرة أمنية فريدة في المنطقة بفضل تكوين كوادر عالية المستوى، وتقديم برامج تدريبية متميزة، فضلاً عن انفتاحه على التعاون مع مختلف التجارب الدولية في هذا المجال، واعتماده سياسة تبادل الخبرات والشراكات مع دول العالم، مما يجعله مرجعاً دولياً في مجال مكافحة الإرهاب والحركات الانفصالية”.
وأشار الوردي إلى أن تصريحات خافيير كولومينا تأتي لتؤكد أهمية الدور المغربي في النظام الدولي، وتشجيع المؤسسات المغربية على تعزيز هذه الجهود لدعم دول الجوار التي تواجه تحديات كبيرة تتعلق بأمنها الداخلي ونشاط الحركات الإرهابية والانفصالية.