قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إن فلاديمير زيلينسكي يستمر في التعنت ضد مسألة التفاوض مع روسيا على الرغم من أن رعاته الغربيين أصبحوا يدركون الحاجة إلى حل للصراع الأوكراني.
وقال لوكاشينكو في مقابلة مع صحيفة “إزفيستيا” على هامش قمة “بريكس”: “إذا كنا قد قلنا في وقت سابق إن السلام في أوكرانيا ممكن إذا وافقت الولايات المتحدة وأوروبا والغرب الجماعي والأنغلوسكسونيون، فإنهم الآن يريدون السلام أكثر من زيلينسكي المتعنت في رفضه”، مشيرا إلى أن “الغرب على عكس أوكرانيا، ينظر إلى الوضع في الجبهة نظرة واقعية”.
وأوضح لوكاشينكو أن “حلفاء كييف يدركون أن انهيار البلاد قد يحدث قريبا، مما سيعني انهيار الغرب الجماعي بأكمله.. ولهذا السبب، فإن واشنطن وبروكسل تدفعان زيلينسكي نحو التوصل إلى هدنة”.
وأشار لوكاشينكو إلى أن “توقف حلفاء كييف الغربيين عن تقديم المساعدة لزيلينسكي سيدفعه إلى إنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن.. إلا أن حلفاء كييف لا يمكنهم التوقف عن تقديم المساعدة له ببساطة لأنهم يخشون فقدان ماء الوجه”.
يذكر أن الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي قدم في الفترة الأخيرة ما يسميه “خطة النصر”، التي تتضمن عددا من المطالب الموجهة إلى الغرب. كما تحدث عن إمكانية عقد مؤتمر دولي جديد حول السلام في أوكرانيا على غرار ما عقد في يونيو الماضي في سويسرا، ولكن بمشاركة روسيا هذه المرة، ولمناقشة التسوية بشروط أوكرانية.
ويعمل زيلينسكي على الترويج لـ “خطة النصر” إلى جانب “صيغة السلام” التي قدمها في نوفمبر 2022، في قمة مجموعة الدول العشرين بإندونيسيا، وهو ما ترفضه القيادة الروسية، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في سبتمبر 2024، إن موسكو لم تأخذ على محمل الجد هذه الصيغة أبدا، وأضاف أن “مبادرة زيلينسكي معروفة منذ فترة طويلة، وقد أثارت غضب الجميع بالفعل، فهي ليست سوى إنذار نهائي قطعي”.
واعتبرت موسكو خطط زيلينسكي هذه “منفصلة عن الواقع” ورفضتها. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن “خطة النصر” التي يتحدث عنها زيلينسكي عبارة عن شعارات غير مترابطة، واصفة إياها بـ”الرغوة الدموية على شفاه قاتل نازي”.
وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن خطة السلام الحقيقية في كييف تكمن في إدراكها عدم جدوى السياسة التي ينتهجونها. وأشار إلى أن “خطة السلام” الجديدة لزيلينسكي قد تكرر في الواقع الخطة الأميركية، وهي “القتال مع روسيا حتى آخر أوكراني”.
وفي يونيو من العام الجاري، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرات لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، توقف موسكو في إطارها إطلاق النارعلى الفور وتعلن استعدادها للتفاوض بعد انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، أضاف الرئيس الروسي، أنه يتعين على نظام كييف أن يعلن تخليه عن نوايا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما يجب عليه القيام بنزع السلاح والتخلص من النازية، وكذلك قبول وضع محايد وغير انحيازي وخال من الأسلحة النووية.