أكد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو أن قادة الدول الغربية يدركون أنهم اختاروا استراتيجية خاطئة فيما يتعلق بأوكرانيا مشيرا إلى أنهم لايمتلكون الشجاعة للاعتراف بذلك
وقال سيارتو في مقابلة مع “IMEDI” التلفزيونية الجورجية: “إن الوضع في العالم عبر الأطلسي سيئ وصعب للغاية ويدرك الزعماء السياسيون في الغرب ذلك بالفعل، ولكنهم لا يملكون الشجاعة للاعتراف علنا بأنهم اختاروا استراتيجية خاطئة وسيئة للغاية في أوكرانيا”.
وأشار سيارتو الذي وصل إلى العاصمة الجورجية تبليسي يوم أمس ضمن وفد هنغاري برئاسة رئيس الوزراء فيكتور أوربان إلى أن “الاستراتيجية الغربية التي تنطوي على تزويد أوكرانيا بكميات كبيرة من الأسلحة بالإضافة إلى فرض العقوبات على روسي لم تبرر نفسها لم تحقق النتائج المرجوة”.
وأضاف: “العقوبات لا تجدي نفعا، والأسلحة المقدمة لم تغير الوضع في ساحة المعركة”.
وأكد سيارتو على “الحاجة لاستراتيجية سلمية”، مرحبا بموقف جورجيا بأن الصراع في أوكرانيا يجب أن يُحل سلميا.
ولفت وزير الخارجية الهنغاري إلى أن “بلاده تعتبر ضمن الأقلية بين دول الاتحاد الأوروبي التي تتبنى موقفا سلميا بشأن الوضع في أوكرانيا”، مضيفا أن “جورجيا تتبع نهجا مماثلا، وغالبا ما يتم انتقادها بسبب ذلك”.
يذكر أنه فور تولي هنغاريا رئاسة الاتحاد الأوروبي في 1 يوليو الماضي، انطلق رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في “مهمة سلام” زار في إطارها أوكرانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة، وفي أعقاب جولته قدم إلى زعماء الاتحاد الأوروبي خطته لتسوية النزاع في أوكرانيا والتي تتضمن “أهدافا ومواعيد نهائية واقعية”، حسبما أعلن الناطق باسم الحكومة الهنغارية.
وكانت دول في الاتحاد الأوروبي قابلت مهمة أوربان للسلام بنوع من الامتعاض، معتبرة أن أوربان “نصب لنفسه دورا في مهمة السلام”، في حين “ينبغي أن يكون واضحا أنه لا يمثل إلا بلاده فقط”.
من جانبه، أكد سيارتو أن “الأغلبية العالمية تتابع جهود هنغاريا في مهمة السلام بتعاطف واحترام واهتمام كبير”، وشدد على أن الخروج من الأزمة الأوكرانية غير ممكن بدون الحوار.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد باستمرار استعداد روسيا للسلام وأن أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع الجديد على الأرض، ومطالب روسيا الأمنية.
وفي يونيو من العام الجاري، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرات لحل سلمي للصراع في أوكرانيا: توقف موسكو في إطارها إطلاق النار على الفور وتعلن استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك وفقا لمبادرة الزعيم الروسي، يتعين على نظام كييف أن يعلن تخليه عن نوايا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، كما يجب عليه القيام بنزع السلاح والتخلص من النازية، وكذلك قبول وضع محايد وغير انحيازي وخالي من الأسلحة النووية.