نقلت سي إن إن اليوم الأربعاء عن عدد من الفلسطينيين الذين احتجزهم الجيش الإسرائيلي وأجبرهم على التجرد من ملابسهم في مشاهد انتشرت عالمياً، أنهم كانوا نحو 200 شخص وظلوا على هذا الوضع لساعات في الهواء الطلق، بعد أن تم توقيفهم أثناء خروجهم من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة.
وأفاد شهود عيان بأن بعض الجنود الإسرائيليين تعمدوا تصويرهم وهم في هذا الوضع، ثم ظهرت أولى صورهم على قناة إسرائيلية على تيليغرام.
ويقول مهند خلف وهو أحد المحتجزين، إنه وأسرته كانوا يحاولون الهروب من المخيم باستخدام ممر آمن مخصص عندما أوقفهم الجيش الإسرائيلي. وأضاف: «كنا جميعاً متجمعين في مكان واحد، في الساعة 11 صباحاً، وبعد 5 ساعات، في الساعة 4 مساءً، طلبوا من النساء والأطفال المغادرة وحمل جميع حقائبنا وممتلكاتنا»، وتابع: «بمجرد مغادرتهم، أُمر الرجال بخلع ملابسهم، وجلسنا هكذا لعدة ساعات أخرى وكان الطقس شديد البرودة وكانوا يسيئون إلينا خلال ذلك الوقت، ويطلقون علينا أسماء، ويضحكون ويلتقطون الصور».
وأشار خلف إلى أنه طُلب من الرجال الذين ظهروا في الصورة التقدم 5 في كل مرة، ليتم فحصهم من قبل الجيش الإسرائيلي قبل السماح لهم بالتوجه إلى مدينة غزة.
وأكد أنه: «تم اختيار بعض الأفراد للاحتجاز بينما أطلق سراح آخرين».
ونقلت القناة الأمريكية عن محمد أبو جوري أنه تم احتجازه على هذا الوضع لمدة 8 ساعات، وكانت برفقته طفلته جوري التي ظهرت في الصورة تركب دراجتها لكنها لم تتمكن من مغادرة المنطقة لأنها كانت بمفردها معه، ولم يتوفر لهما طعام أو ماء، وتابع أن زوجته وأطفاله الآخرين غادروا المنطقة في وقت سابق من الصباح وتمكنوا من الوصول إلى مدينة غزة.
وحاصرت القوات الإسرائيلية جباليا وأطلقت عملية برية جديدة هناك منذ أكثر من 3 أسابيع، وقطعت معظم الإمدادات وأجبرت الناس على المغادرة وسط قتال عنيف.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه «يتم احتجاز واستجواب الأفراد المشتبه في تورطهم في أنشطة مسلحة، لكنه ذكر أنه» غالباً ما يكون من الضروري أن يسلم المشتبه فيهم ملابسهم حتى يمكن تفتيشها والتأكد من أنهم لا يخفون سترات ناسفة أو أسلحة أخرى. وتابع: «بسبب بروتوكول الأمن، لا يتم إعادة الملابس على الفور إلى المعتقلين»، مضيفاً أن الملابس «تُعاد بمجرد أن يكون ذلك ممكناً».
وتنص اتفاقيات جنيف، وهي مجموعة من القوانين الدولية التي تحدد قواعد الصراع المسلح، على أنه يجب معاملة أي معتقل بشكل إنساني، وتحظر القواعد صراحةً الأفعال التي «تنتهك الكرامة الشخصية، وخاصة المعاملة المهينة والمذلة». وانتقدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى الجيش الإسرائيلي لاحتجازه هؤلاء الفلسطينيين وتجريدهم من ملابسهم أثناء حملته العسكرية في غزة، واتهمته باستخدام هذه الممارسة كسلاح.
وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية وإسرائيل الشهر الماضي، إنها وجدت أن «التعري القسري، بهدف إهانة وإذلال الضحايا أمام الجنود والمعتقلين الآخرين، كان يستخدم بشكل متكرر». شارك