كشف وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز عن فرصة أضاعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أربعة أيام فقط من 7 أكتوبر، كانت يمكن أن تغير شكل الحرب برمتها.
وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز
وقال موفاز: “جاءت إليه (نتنياهو) المؤسسة الأمنية ورئيس الأركان، وعرضوا عليه في 11 أكتوبر تصفية حسن نصر الله، وكان من الممكن تقصير هذه الحرب برمتها”.
وعندما سُئل عن سبب ضياع الفرصة، لم يتردد موفاز في انتقاده لنتنياهو قائلا: “لقد صدم. كان خائفا”، ويتابع: “في لحظات كهذه، عندما ينهار بالنسبة لك كل شيء، تحتاج إلى لحظة للتعافي وتحديد الأولويات. عندما يأتي إليك وزير الدفاع ورئيس الأركان ويقولان لك، اسمع، هناك فرصة للقضاء على نصر الله وقيادة حزب الله بأكملها، في الأسبوع الأول من الحرب، ما الذي تخاف منه؟ ممن تخاف؟ مع أفضل قوة جوية في العالم ومع أفضل جيش في العالم”.
وبحسب موفاز، كانت نتيجة ذلك الخطأ مدمرة “بسبب الصدمة، وعدم القدرة على اتخاذ قرار، قاموا بإخلاء الشمال بأكمله بمبادرة إسرائيلية، وبقرار من الحكومة الإسرائيلية، وحولوا الشمال إلى قرية خراب لماذا؟ كان من الممكن أن يتم الأمر ولا يُنقل أحد من منزله.”
وأشارت القناة 12 العبرية أنه بعد شهرين من اندلاع الحرب، طلب رئيس الأركان هرتسي هاليفي من موفاز أن يرأس لجنة تحقيق، والتي ستتولى التحقيق في فشل 7 أكتوبر.
وكشف موفاز عن تفاصيل تلك المحادثة الخاصة مع رئيس الأركان: “لقد جئت إلى المكتب، وقال لي: اسمع، لقد قررنا بدء التحقيق العملياتي للجيش الإسرائيلي. لقد اخترت العديد من الأبطال، والأشخاص الجديرين جدا، وأطلب منك أن ترأس هذا الفريق”.
وأضاف: “لم يكن يقصد مني العبث مع الحكومة، بل كان يريد منا أن نفحص الجيش. الجيش في حالة حرب يجب أن يستجوب نفسه كل أسبوع. ووافقت، وقال: اسمع، الأمر سري في الوقت الحالي. سنفعل ذلك”.
وتابع موفاز: “لقد أصبح معروفا لدى الكثيرين أن هرتسي هاليفي كان قادما إلى مجلس الوزراء وقاموا مرة أخرى بإعداد كمين له، ومنذ ذلك الحين عدة كمائن أخرى، وأعطوه حماما باردا مرة أخرى. الرجل يريد تحسين أداء الجيش، لا علاقة لذلك بمجلس الوزراء والحكومة، هذا حقه المطلق. وهذا هو واجبه”.
وأشارت القناة إلى أن موفاز يدرك جيدا التحدي الإيراني، ونقلت عنه قوله إن “قصة إيران معقدة”، واصفا كيف هز العام الماضي النظام الذي بنته إيران حول إسرائيل، “خلال العام الماضي، تعرضت لضربة قوية، وخاصة وكيلها الرئيسي، حزب الله. وكذلك الإيرانيون أنفسهم، تضرر نظامهم العسكري بسبب هجوم الجيش الإسرائيلي”.
ويرى موفاز أن “التصريحات العدوانية للنظام هي علامة ضعف. إنهم يكذبون باستمرار، يروون الخرافات، ويهددون أيضا. وفي هذه المرحلة، عندما يهددون، فإنهم يكشفون عن ضعفهم، ويرسمون صورة لنظام يحاول إخفاء ضعفه خلف ستار من التهديدات”.
وأضاف: “الحل لا يكمن في موجة أخرى من الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي. القصة في إيران ليست مهاجمة بضعة أهداف أخرى أو النووية أو النفطية، بل يرى في تغيير داخلي: القصة في إيران هي إسقاط نظام آية الله علي خامنئي، النظام الحالي”.
مشيرا، أن “هذه مهمة لا تستطيع إسرائيل القيام بها بمفردها، لكنه يعتقد أن ذلك ممكن برفقة الشعب الإيراني، وهذا يتطلب وقتا طويلا حتى يحدث”.