في تصريحاتٍ مثيرة للجدل، جددت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، الدعوات إلى إنشاء اتحاد أمني ودفاعي أوروبي مستقل. جاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة “إل موندو” الإسبانية، حيث أكدت ميتسولا على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على الدفاع عن نفسه بشكل مستقل، وأن يكمل هذا الاتحاد حلف شمال الأطلسي (الناتو).
أوروبا تسعى للاستقلالية الدفاعية
تعتبر دعوة ميتسولا تأكيداً على توجه متزايد داخل الاتحاد الأوروبي نحو تقوية قدراته الدفاعية، وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وحلف الناتو. وقد سبقتها دعوات مماثلة من قادة أوروبيين آخرين، أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا في وقت سابق إلى نقاش حول مستقبل الدفاع الأوروبي، بما في ذلك امتلاك أسلحة نووية.
أسباب الدعوة إلى إنشاء جيش أوروبي موحد
تتعدد الأسباب التي تدفع القادة الأوروبيين إلى الدعوة إلى إنشاء جيش أوروبي موحد، من بينها:
زيادة التهديدات الأمنية: تشهد أوروبا تزايداً في التهديدات الأمنية، سواء من روسيا أو من تنظيمات إرهابية، مما يستدعي تعزيز قدراتها الدفاعية.
التشكيك في التزام الولايات المتحدة: هناك مخاوف متزايدة في أوروبا بشأن التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
الاستقلال الاستراتيجي: تسعى بعض الدول الأوروبية إلى تحقيق استقلال استراتيجي أكبر، مما يتطلب بناء قوة دفاعية أوروبية قوية.
التحديات التي تواجه إنشاء جيش أوروبي
على الرغم من هذه الدعوات، فإن إنشاء جيش أوروبي موحد يواجه العديد من التحديات، من بينها:
الاختلافات بين الدول الأعضاء: تختلف الدول الأوروبية في رؤيتها للأمن والدفاع، مما يجعل من الصعب التوصل إلى توافق حول شكل الجيش الأوروبي ومهامه.
التكلفة الباهظة: إنشاء جيش أوروبي موحد يتطلب استثمارات مالية ضخمة، مما قد يمثل عبئاً على ميزانيات الدول الأعضاء.
مخاوف من تراجع دور الناتو: قد يؤدي إنشاء جيش أوروبي موحد إلى تراجع دور الناتو، مما قد يضعف التماسك الغربي في مواجهة التهديدات المشتركة.
الآثار المحتملة
إنشاء جيش أوروبي موحد سيكون له آثار عميقة على السياسة الخارجية والأمنية لأوروبا والعالم. فمن جهة، سيعزز من استقلال أوروبا وقدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية، ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى زيادة التوترات مع روسيا والولايات المتحدة.