اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن “النهاية السريعة” للحرب في أوكرانيا، “هزيمة لبلاده”.
وأوضح زيلينسكي في حديث للصحافيين، على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في المجر أن أوكرانيا “ترغب في نهاية عادلة للحرب، لكن النهاية السريعة ستكون هزيمة”، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.
ويسعى زيلينسكي إلى تعزيز دعم حلفائه الأوروبيين، بعد فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.
ويواجه بالفعل معركة صعبة للحفاظ على التزام القادة الآخرين مع تراكم التكاليف السياسية والمالية نعلماً أن رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، من يستضيف هذه القمة، وهو المعروف بانتقاده للاتحاد الأوروبي بسبب المساعدات العسكرية المقدمة لكييف.
وشهدت هذه القمة أيضاً تأخر وصول المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي يواجه خطر انهيار حكومته الائتلافية، ويعود ذلك جزئياً إلى نزاع بشأن المساعدات لأوكرانيا.
وكان المسؤولون الغربيون، أشاروا في السر لعدة أشهر إلى أن هدف زيلينسكي في دفع روسيا خارج الأراضي الأوكرانية يبدو بعيد المنال في المستقبل المنظور، وأبدوا أملهم في إنهاء القتال.
وقال زيلينسكي خلال هذه القمة: “بعضكم هنا كان يدافع بشدة عن أن تقديم أوكرانيا لتنازلات، أمر غير مقبول، وخطوة انتحارية لجميع أوروبا”.
ووجّه زيلينسكي أيضاً تلميحاً غير مباشر للمضيف فيكتور أوربان، الذي قام بتطوير علاقات مع بوتين وزاره في موسكو في يوليو الماضي.
وقال زيلينسكي: “العناق مع بوتين لن يساعد”. وأضاف: “بعضكم كان يعانقه لمدة 20 عاماً، والأمور فقط تزداد سوءاً”.
وجادل أقوى مؤيدي أوكرانيا في شرق أوروبا، بأن تقديم الأسلحة والأموال لزيلينسكي لهزيمة بوتين “ليس فقط الشيء الصحيح الذي يجب فعله، بل هو أيضاً الحل الأكثر فاعلية”، واعتبروا أنه “إذا نجح بوتين في أوكرانيا، فسيشكل بعدها تهديداً أكبر على أوروبا، مما يتطلب استثماراً أكبر بكثير في الدفاع”.
وقالت رئيس وزراء إستونيا، كريستين ميشال، في مقابلة مع “بلومبرغ” قبيل المحادثات: “سيتم تحديد النظام الأوروبي القائم على القيم والقواعد إلى حد ما في هذا الصراع، ومن المحتمل أن يترك ذلك أثراً على أوروبا”.
لكن على هامش مناقشات القمة، كان بعض القادة الأوروبيين يجرون أولى محادثاتهم الهاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منذ الانتخابات.
وقال زيلينسكي، إنه لم يناقش إمكانية إنهاء القتال بسرعة عندما تحدث مع ترمب الأربعاء، بعد نتائج الانتخابات. وأضاف: “هذا سيكون لاحقاً”. وتابع: “من الواضح بالنسبة لي أنه يريد إنهاء الأمر”.
وكان زيلينسكي قد صرح في وقت سابق، بأنه يريد مساعدة الولايات المتحدة لفرض التفاوض على روسيا وفقاً للشروط الأوكرانية، وتجنب نزاع مجمد يمنح موسكو الوقت لإعادة تسليح نفسها والعودة للهجوم.
وفي الوقت نفسه، كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يشارك في سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع قادة آخرين، وفقاً لمسؤول كبير تحدث لـ”بلومبرغ”.
وقال المسؤول إن ستارمر يناقش مع حلفائه الأوروبيين كيفية تعميق التنسيق الدفاعي، وزيادة الدعم لأوكرانيا، خاصة إذا قلّص ترمب الدعم بعد توليه منصب الرئيس في يناير.
وأوضح المسؤول أن بريطانيا تفكر في شراء مشترك للمعدات العسكرية مع الدول الأوروبية، والمشاركة في التدريبات العسكرية.
وحتى الآن، رفض الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم ما تقول أوكرانيا إنها بحاجة إليه لتحقيق السلام العادل. ويشمل هذا المخطط دعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والسماح باستخدام الأسلحة الغربية لضرب الأهداف العسكرية داخل روسيا.
ومن غير المرجح أن يتغير التفكير الأميركي في الفترة التي تبقت لبايدن في منصبه، وفق ما نقلت “بلومبرغ” عن دبلوماسيين غربيين طلبوا عدم كشف هوياتهم.
وأضاف هؤلاء الدبلوماسيون أن “معظم الحلفاء لا يريدون المخاطرة بالتورط في حرب مع روسيا، بينما ستكون دعوة رمزية لأوكرانيا للانضمام للناتو ذات قدرة محدودة على التفاوض”.
وقال الدبلوماسيون أيضاً، إنه حتى إذا تم منح كييف إذناً للقيام بضربات بعيدة المدى داخل روسيا، فإنها لا تمتلك العديد من الصواريخ، ولا توجد أهداف كافية في متناولها لتغيير التوازن على الأرض بشكل جوهري.
ومن ناحية أخرى، تعتقد كييف أن هذه الخطوة ستحدّ من قدرة روسيا على مواصلة ضرب البنية التحتية والمدن الأوكرانية.
وجادل مراقبون بأن استراتيجية بايدن تجاه أوكرانيا تشير إلى استمرار الجمود، حيث أنها تعتمد على التحفظ والتدرج في اتخاذ الخطوات والخوف من التصعيد.
وقال بعض الدبلوماسيين، إن أفضل خيار لأوكرانيا لضمان أمنها على المدى الطويل، هو تطوير صناعتها الدفاعية وقدراتها بمساعدة الحلفاء، وتعبئة جيش أقوى وأكثر شباباً.