انتقل جزء من إنتاج مجموعة أسيتوري الإسبانية، لصناعة الطيران، إلى المغرب، في خطوة تمثل تحولا كبيرا في قطاع الطيران الإسباني، وهو ما أثار نقاشا موسعا حول قدرة الصناعة الإسبانية على المنافسة، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
وسلطت تقارير إسبانية حديثة، الضوء على العوامل التي تجعل المغرب وجهة جاذبة للاستثمارات في قطاع الطيران، والتي تتمثل في تمتع المملكة بميزة تنافسية في تكاليف الإنتاج، سواء على مستوى الأجور أو الضرائب، مما يمكن الشركات من تحقيق هوامش ربحية أعلى.
وأشارت إلى أن الحكومة قدمت حوافز كبيرة للاستثمار في القطاع، تشمل توفير البنى التحتية الحديثة، وتقديم تسهيلات جمركية. إضافة إلى ذلك، يعتبر المغرب بوابة استراتيجية إلى إفريقيا، مما يسهل على الشركات الوصول إلى أسواق جديدة، وتوسيع نطاق أعمالها.
المصادر ذاتها، ذكرت أن المغرب استثمر بشكل كبير في تطوير الكوادر البشرية في مجال الطيران، مما ساعد في توفير قوة عاملة مدربة ومؤهلة تلبي احتياجات الشركات في هذا القطاع.
كما اعتبرت أن انتقال شركة أكتوري إلى المغرب، بمثابة إشارة تحذير للصناعة الإسبانية، من أن عدم اتخاذ الحكومة الإسبانية إجراءات عاجلة لتحسين تنافسية القطاع، قد يؤدي إلى هجرة المزيد من الشركات الإسبانية إلى الخارج.
ووفقا لما أوردته التقارير ذاتها، فإن الصناعة الإسبانية تعاني من عدة تحديات، أبرزها ارتفاع التكاليف المتعلقة بالطاقة والأجور والضرائب، بالإضافة إلى مشاكل البيروقراطية المعقدة، والإجراءات الإدارية البطيئة التي تعيق فعالية الشركات.
كما أضافت أن القطاع الصناعي الإسباني، يفتقر إلى الاستثمار الكافي في البحث والتطوير، مما يؤثر سلبا على قدرته على الابتكار والتنافس. لافتة إلى أن الحكومة الإسبانية بحاجة إلى اتخاذ إجراءات، مثل خفض الضرائب على الشركات، وتبسيط الإجراءات الإدارية لتعزيز تنافسية القطاع.
وأكدت المصادر عينها، أن انتقال أسيتوري إلى المغرب، يسلط الضوء على تحديات الصناعة الإسبانية، مع فرص للتحسين بشرط اتخاذ الحكومة الإسبانية الإجراءات المناسبة.