يشهد حزب المؤتمر الوطني السوداني المحلول منذ فترة صراعات داخلية حادة، وصلت إلى ذروتها باختيار أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيسًا مؤقتًا للحزب. هذا الحدث أثار جدلاً واسعًا داخل أوساط الحزب، وهدد بوحدة صفوفه.
تفاصيل الأحداث:
اجتماع سري وانتخاب هارون: عقد مجلس شورى الحزب اجتماعًا سريًا واختار أحمد هارون رئيسًا مؤقتًا للحزب، رغم المعارضة الشديدة من مجموعة أخرى داخل الحزب.
انقسام الحزب: أدى هذا القرار إلى انقسام حاد داخل الحزب، حيث رفضت مجموعة ما يسمى بالمكتب القيادي للقرار، معتبرة أنه مخالف للوائح الحزب ويؤدي إلى شق صفوفه.
أسباب الانقسام: يعود سبب الانقسام إلى عدة عوامل، منها:الشخصية المثيرة للجدل لأحمد هارون: كون هارون مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية، فإن اختياره يمثل عبئًا على الحزب ويؤثر على سمعته.
التوقيت غير المناسب: يرى البعض أن التوقيت الحالي، مع استمرار الحرب في السودان، ليس مناسبًا لعقد مثل هذه الاجتماعات واتخاذ مثل هذه القرارات.
الاختلاف حول آليات اتخاذ القرار: هناك اختلاف حول آليات اتخاذ القرار داخل الحزب، حيث يرى البعض أن القرارات يجب أن تتخذ بشكل جماعي، بينما يرى البعض الآخر أن هناك حاجة إلى قيادة قوية في هذه المرحلة.
موقف المكتب القيادي: أصدر المكتب القيادي بيانًا رفض فيه نتائج الاجتماع، واعتبر أن من قاموا بتنفيذ المؤامرة على الحزب هم من يعملون الآن لشق وحدة صفوفه.
موقف عمر البشير: ألقى عمر البشير، الرئيس المعزول ورئيس الحزب السابق، كلمة مسجلة خلال الاجتماع، داعمًا اختيار هارون.
التأثيرات المتوقعة:
تعميق الانقسام: من المتوقع أن يؤدي هذا الانقسام إلى تعميق الخلافات داخل الحزب، وقد يؤدي في النهاية إلى انشقاقه إلى تيارين رئيسيين.
ضعف الحزب: سيؤدي هذا الانقسام إلى ضعف الحزب وتشتيت جهوده، مما سيجعله أقل قدرة على التأثير على المشهد السياسي في السودان.
تأثير على مستقبل السودان: قد يكون لهذا الانقسام تأثير على مستقبل السودان، حيث أن حزب المؤتمر الوطني كان أحد القوى السياسية الرئيسية في البلاد.
هذا ويشكل هذا الانقسام داخل حزب المؤتمر الوطني تحديًا كبيرًا للحزب، وقد يكون له تداعيات واسعة على المشهد السياسي في السودان. من الضروري أن يعمل القادة داخل الحزب على رأب الصدع والتوصل إلى حلول توافقية تحفظ وحدة الحزب وتقوي دوره في المرحلة المقبلة.