يشهد حزب المؤتمر الوطني السوداني، الحزب الحاكم السابق، انقسامات حادة تهدد وحدته. هذه الانقسامات برزت إلى السطح بشكل واضح بعد الإطاحة بنظام عمر البشير، وتأتي نتيجة لتعدد مراكز القوى داخل الحزب، وتباين الأجندات السياسية لكل فصيل.
أسباب الانقسام:
تعدد مراكز القوى: بعد الإطاحة بنظام البشير، ظهرت عدة مراكز قوى داخل الحزب، لكل منها أجندتها الخاصة وطموحاتها السياسية.
المسؤولية عن سقوط النظام: يتبادل الفصائل الاتهامات بشأن المسؤولية عن سقوط نظام البشير، مما يؤدي إلى زيادة حدة الخلافات.
الاختلاف حول مستقبل الحزب: هناك اختلاف كبير بين الفصائل حول مستقبل الحزب، فبعض الفصائل تسعى إلى إعادة الحزب إلى سابق عهده، بينما تسعى فصائل أخرى إلى تجديد الحزب وتغييره.
الضغوط الخارجية: تواجه الحزب ضغوط خارجية كبيرة، سواء من قبل القوى السياسية الأخرى في السودان أو من قبل المجتمع الدولي، مما يزيد من حدة الصراع الداخلي.
الفصائل المتنازعة:
فصيل أحمد هارون: يضم هذا الفصيل مجموعة من القيادات التي كانت مسجونة بعد سقوط النظام، مثل أحمد هارون وعلي أحمد كرتي. يسعى هذا الفصيل إلى الحفاظ على هيكل الحزب التقليدي، ويعتبر نفسه الممثل الشرعي للحزب.
فصيل إبراهيم محمود: يضم هذا الفصيل مجموعة من القيادات التي كانت تعمل في الخارج، مثل إبراهيم محمود ونافع علي نافع. يسعى هذا الفصيل إلى تجديد الحزب والتخلص من الأعباء التاريخية التي تلاحق الحزب.
آثار الانقسام:
ضعف الحزب: يؤدي الانقسام إلى ضعف الحزب وتشتيت جهوده، مما يجعله أقل قدرة على التأثير على المشهد السياسي في السودان.
تسهيل مهمة الأعداء: يستغل الأعداء ضعف الحزب وسعيه لمواجهة بعضهم البعض لضرب الحزب والقضاء عليه.
تأخير عملية الانتقال الديمقراطي: يؤدي استمرار الانقسام داخل الحزب إلى تأخير عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، حيث أن الحزب لا يزال يمثل قوة سياسية مؤثرة.
هذا ويمثل الانقسام داخل حزب المؤتمر الوطني السوداني تحديًا كبيرًا للحزب وللسودان بشكل عام. يجب على القادة داخل الحزب العمل على رأب الصدع والتوصل إلى حلول توافقية تحفظ وحدة الحزب وتقوي دوره في المرحلة المقبلة. كما يجب على القوى السياسية الأخرى في السودان والمجتمع الدولي العمل على دعم جهود المصالحة الوطنية.