حقق مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية إنجاز علمي يعتبر الأول على مستوى العالم باستنساخ أنثى حيوان نادر من الحيوانات البرية كنا نظن لفترة طويلة أنّها انقرضت، والتي بدورها وضعت أول مولودين لها.
وكان يُعتقد في عام 1979، أنّ النمس ذو الأقدام السوداء قد انقرض، وبعد أكثر من أربعة عقود من الزمان تمكن العلماء من استنساخ هذا النوع، وأنجبت أحد هذه المستنسخات الآن جروين سليمين ذكر وأنثى.
وتم استنساخ الأم الجديدة المسماة “أنطونيا” من نمس أسود الأقدام يُدعى “ويلا” توفي عام 1988 في حديقة حيوان سان دييغو، وفي ذلك العام بدأ خبراء الحفاظ على البيئة في الولايات المتحدة ببرنامج تربية باستخدام 18 فقط من النمس ذو الأقدام السوداء تم اصطيادها في البرية، ويُعتقد أنّ هناك ما يقرب من 350 من النمس ذو الأقدام السوداء تعيش في البرية، وتعاني هذه الحيوانات من انخفاض التنوع الجيني والأمراض وغياب الفريسة الرئيسية لهذا النوع. وتم
استنساخ “أنطونيا” من عينة أنسجة تحتوي على ثلاثة أضعاف عدد الاختلافات الجينية الفريدة الموجودة في النمس الأسود الذي يعيش حالياً في البرية.
وأوضحت هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية: أنّ إدخال هذه الجينات غير الممثلة سابقاً يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في زيادة التنوع الجيني للأنواع، وهو أمر حيوي للتعافي الصحي الطويل الأمد، كما يزعم بعض الخبراء أنّ مستقبل هذا النوع يعتمد الآن على جهود التربية والاستنساخ.
وبحسب المقال المنشور في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، فإنّ التكاثر الناجح لنوع مهدد بالانقراض “مستنسخ” يمثّل علامة فارقة في أبحاث الحفاظ على الجينات، ما يثبت أنّ تكنولوجيا الاستنساخ لا يمكنها فقط المساعدة في استعادة التنوع الجيني بل تسمح أيضاً بالتكاثر في المستقبل، ما يفتح إمكانيات جديدة لاستعادة الأنواع.