عرف العالم الرسم منذ آلاف السنين، وكانت الكتابة والرسم على جدران المعابد والمقابر قديما، هي الدليل الذي أكد على وجود حضارات سابقة لم تزل حتى اليوم تثير حيرة العلماء في شتى أنحاء المعمورة، لكن هذا الرسم الصغير على الحجر الأثري يبلغ عمره 73 ألف عام، وتظهر فيه خطوط متقاطعة تم رسمها بصبغة حمراء من أكسيد الحديد.
يقدر العلماء أن الإنسان القديم استخدم الصبغة الطينية التي تحتوي على أكسيد الحديد منذ نحو 285 ألف عام، ويقول كريستوفر هينشيلوود عالم الآثار وقائد فريق البحث في تصريحات لوكالة الأنباء العالمية “رويترز” إنه من المحتمل أن الرسم كان أكثر تعقيدا في شكله الكامل، لأن النهايات المفاجئة لجميع خطوط الرسمة تشير إلى أن الرسم كان ممتدا على مساحة أكبر من تلك الصخرة الصغيرة.
ويضيف هينشيلوود: إن فريق البحث متردد بشأن تسمية هذا النقش فنا، لكنهم متفقون على أنه كان يحمل معنى لصاحبه.
خلال رحلة اكتشاف أقدم رسم في التاريخ، عثر فريق البحث في كهف بلومبوس الذي يبعد 300 كيلو متر شرق العاصمة كيب تاون على عدد كبير جدا من القطع الأثرية، منها خرز مغطى بالصبغة الطينية الحمراء، وقطع أخرى نقشت بالصبغة ذاتها، بالإضافة إلى عدة تلوين يعود تاريخها إلى 100 ألف عام.
ويشير البحث الذي نشرته مجلة نيشتر البريطانية إلى أن النقش المكتشف يعد أول رسم تجريدي مكتشف في التاريخ، رغم أن علماء الآثار سابقا اكتشفوا حفريات تعود لأزمنة أقدم من عمر هذا الرسم.
وقد حدد البحث أداة رسم هذا النقش، فقد استخدم الرسام الذي نقش هذه الخطوط أداة تشبه قلم التلوين.
يعد هذا الرسم المكتشف أحد أهم الاكتشافات بالنسبة للباحثين في علوم الإنسان الأول، إذ تشير إلى أن الإنسان في هذه العصور السحيقة كان حديث السلوك، إذ كان يصنع الدهانات والخرز، ويرسم وينقش على الحجارة والعظام، ما يعني أنه كان يعرف الكثير من الأمور قبل نحو أكثر من 70 ألف سنة، وربما قبل ذلك بكثير مثلما أشار هينشيلوود.