الزعتر هو أحد النباتات العطرية التي تنتشر في الوطن العربي، خاصة في الشام وحول البحر المتوسط، والزعتر ليس نوعًا واحدًا، بل أنواع عدة، من أشهرها الزعتر البري والبستاني والسوري وغيرها.
وتشترك الأنواع في الفوائد والاستخدامات مع اختلافات بسيطة فيما بينها، سواء أوراقها أو زهورها، وسواء كان طازجًا أو مجففًا أو مطحونًا، وكذلك المستخلص منه، والزيت أو حتى في الشاي؛ فالزعتر لا يخلو من فوائد قيمة قد تحسن حياة مستخدميه. فهل فكرت يوماً بأهم فوائد الزعتر الصحية وكيف يمكنك الاستفادة منه؟
أهم فوائد الزعتر العلاجية
تمتد فوائد الزعتر العلاجية لتشمل علاج العديد من المشكلات الصحية الشائعة، وفيما يلي أهم هذه الفوائد:
علاج أمراض الجهاز التنفسي
يساعد الزعتر في الوقاية والعلاج من بعض الأمراض الصدرية، خاصة عدوى الجهاز التنفسي والسعال والتهاب الشعب الهوائية، ومن خلال خصائصه ومكوناته الطبيعية يقوم بالآتي:
مضاد للسعال.
يقلل إنتاج المخاط في الجهاز التنفسي.
يعالج التهاب الحَلق، وخاصة التي تحدث نتيجة البكتيريا العقْديّة (Streptococcus).
مضاد للالتهاب، إذ يعمل الزعتر على تخفيف حدة التهاب الشعب الهوائية، والتهاب الحَلق غير البكتيري.
كونه مطهراً قوياً؛ فإنه يقاوم البكتيريا والفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي.
يعمل مستخلص الزعتر كمرخٍ للعضلات، ومنها عضلات القصبة الهوائية والشعب الهوائية، ولذلك يستخدم بكفاءة في أزمات الربو وحساسية الصدر.
علاج الجلد
يمكن لكميات قليلة من زيت الزعتر أو أوراقه الطازجة والمطحونة أن تحسن حالة الجلد، وذلك بالتعامل مع مسببات الأمراض الجلدية مثل:
البكتيريا والفطريات الضارة.
مشكلات الهضم التي قد تسبب طفحًا جلديًا وبقعًا في الجلد.
لدغ الحشرات قد يسبب حساسية وطفحًا جلديًا.
يحسن الهضم.
له تأثير مهدئ، فبالتالي يقلل التوتر، ويقلل من آثاره على البشرة.
الزعتر طارد للحشرات، كما إن وضعه مخففًا على اللسعات يهدئ من حدتها، ويساعد على شفائها.
الإكزيما الجلدية، أشارت الدراسات إلى أن للزعتر قدرة علاجية في حالات الإكزيما وخصوصًا الالتهابية “inflammatory eczema”، إذ يحد من خشونة الجلد والاحمرار والحكة، وتكون فائدته مضاعفة عند مزجه بزيت اللافندر.
حَبّ الشباب: تم عمل أكثر من دراسة على تأثير مستخلص الزعتر على البكتيريا المسببة لحب الشباب، والمعروفة بمقاومتها للعلاجات التقليدية، والنتائج الأولية مبشرة، فقدرته المضادة للبكتيريا المسببة للحبوب ربما أفضل من البنزويل بيروكسيد (benzoyl peroxide)، وهو المركب المعتمد حاليًا لعلاج هذه الحبوب.
علاج فطور الفم والمهبل
مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الشديدة، وأحيانًا بعد استخدام المضادات الحيوية، تزداد الالتهابات الناتجة عن فطر الكانديدا في المناطق الحساسة والفم، فتظهر على هيئة فطريات بيضاء بالفم أو طفح جلدي، ويشتكي كثيرون من صعوبة علاجها وتكرار الإصابة بها. ومن فوائد الزعتر أن زيته يملك فعالية في الوقاية من الكانديدا وعلاجها بأشكالها المختلفة. لكن لا يجب وضع زيت الزعتر مباشرة على الجلد، بل يمزج مع بضع نقاط من زيت آخر أو يخفّف بالماء.
دور الزعتر كمحسّن للمزاج
من فوائد الزعتر أنه يحسّن المزاج بدرجة كبيرة من خلال شرب شاي الزعتر، وذلك عن طريق مادة الكارفاكول الموجودة به، فهي بدورها تؤثر على توازن هرمونَي الدوبامين والسيروتونين، محدِثة شعوراً نفسياً جيداً، كما أن للأوميغا 3 في الزعتر تأثيراً مضاداً للاكتئاب، لذا ننصحك بتجريب شاي الزعتر يوميًا لمدة أسبوع، وستشعر بتحسن في المزاج العام.
دور الأوميجا 3 في تحسين المزاج وتخفيف التوتر
الزعتر ومسببات السرطان
استعمال الزعتر باستمرار قد يقي من بعض السرطانات، وخاصة سرطان المعدة والقولون والثدي والفم، ويعمل في هذا المجال بطرق مختلفة:
فهو كمضاد للأكسدة يحافظ على الخلايا من الموت.
كما يقاوم جرثومة المعدة “H.pylori” التي قد تساعد على حدوث سرطان المعدة.
في حالة وجود المرض فإنه يهاجم الخلايا السرطانية، ويمنعها من الانتشار في الجسم، ويدخلها في حالة الموت المبرمَج “apoptosis”.
ولمادة الثيمول بالزعتر آثار قوية على مقاومة بعض سرطانات الفم، ولذلك يستخدم بكثرة كغسول للفم.
الجهاز الهضمي أفضل مع الزعتر
يقوم الزعتر بمهام عديدة من شأنها تحسين صحة الجهاز الهضمي، وعلى سبيل المثال:
يطهّر الجهازَ الهضمي من البكتريا والفطريات الضارة، ومن جرثومة المعدة التي قد تكون عاملًا مسببًا لسرطان المعدة.
يقي ويعالج التهابات الجهاز الهضمي.
يعمل كطارد للغازات ويمنع تراكمها بالمعدة.
مقاومة الشيخوخة
مع تقدم السن قد تحدث تغيرات في كفاءة خلايا الجسم وحيويتها، مما يساعد على ظهور علامات الشيخوخة على الجلد وفي الأعضاء الداخلية. وبسبب مضادات الأكسدة الكثيرة التي يوفرها، ولاحتوائه على الأوميغا 3، والثيمول، والكارفاكول؛ فإنه يساعد في الحفاظ على الخلايا دون تلف، فتبقى في حالة شابة وجيدة مدة أطول، فيؤخر شيخوخة الخلايا بالجسم والدماغ.
دور الزعتر في الوقاية من التسمم الغذائي
بإضافة القليل من الزعتر أو الزيت المستخرَج منه على الطعام، فإنك تحميه من العفن أو الفساد لفترة أطول، وذلك لفاعليته في قتل البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي مثل السالمونيلا. كما يُستخدم زيت الزعتر في غسل الفاكهة والخضراوات التي تؤكل نيئة، إذ يعمل على قتل البكتيريا الموجودة بها، ويمنع نمو بكتيريا جديدة.
علاج فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus)
من فوائد الزعتر أنه يستخدم كمضاد للفطريات والبكتيريا، وجرت عدة أبحاث على استخدام الزيت المستخرَج منه مع زيوت أخرى مثل اليانسون والزنجبيل والصندل وشيح البابونج، وجاءت النتائج مبشرة ضد بعض سلالات فيروس الهربس.