التهاب الجلد العصبي هو حالة جلدية ليست خطيرة ولا تهدد الحياة، وتسبب الحكة والخدوش في الجلد، وعادة ما تظهر على شكل بقعة واحدة أو اثنتين على الجلد، ويسمى أيضاً الحزاز البسيط المزمن. ويمكن أن تشعر بالحكة في أي مكان في الجسم، ولكنها أكثر شيوعاً في الذراعين والكتفين والمرفقين والساقين والكاحلين والمعصمين واليدين والجزء الخلفي من الرقبة أو فروة الرأس، وقد يسبب أيضاً حكة في منطقة الشرج والأعضاء التناسلية والوجه.
ويمكن أن تكون الحكة شديدة بحيث تسبب خدوشاً متكررة، أو قد تأتي وتختفي، وتزداد الحكة عندما يكون المريض مسترخياً أو يحاول النوم، وفي بعض الحالات قد يستيقظ المريض وهو يقوم بحك أو فرك المنطقة المصابة.
كيف يبدو التهاب الجلد العصبي ؟
يتراوح حجم البقع المسببة للحكة بين 3سم 6x سم، و6سم 10x سم، ويمكن أن يبدو شكل البقع كما يلي:
جافة.
سميكة.
قشرية.
ألوانها مختلفة مثل: الأحمر، أو البني، أو الأصفر، أو الرمادي، أو الأرجواني.
البقع القديمة تظهر باللون الأبيض أو الشاحب في المنتصف، وتحيط بها الألوان الداكنة، ومع مرور الوقت قد تترك ندبات.
يمكن أن يؤدي الخدش إلى تهيج النهايات العصبية في الجلد، مما يؤدي إلى تفاقم الحكة، وبالتالي حدوث المزيد من الخدوش، ويمكن أن تصبح الحالة مزمنة مع استمرار الحكة وحدوث الخدوش.
من هو الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجلد العصبي؟
تشير التقديرات إلى أن التهاب الجلد العصبي يحدث في حوالي 12% من السكان، وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، والنساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالتهاب الجلد العصبي بنسبة 2:1، وكذلك أولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق واضطرابات الوسواس القهري، وأفراد الأسرة الذين لديهم تاريخ من الأمراض الجلدية الأخرى، بما في ذلك الإكزيما والتهاب الجلد التماسي، فهم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجلد العصبي.
حكة الجلد بدون طفح جلدي.. الأسباب والعلاج
أسباب التهاب الجلد العصبي
السبب الكامن وراء التهاب الجلد العصبي غير معروف، ومع ذلك فقد لوحظ أن الحكة يمكن أن تبدأ في أوقات التوتر الشديد أو القلق أو الصدمة العاطفية أو الاكتئاب، وتستمر الحكة في بعض الأحيان حتى بعد أن يخف الضغط النفسي أو يزول السبب، وتشمل المحفزات المحتملة الأخرى ما يلي:
إصابات الأعصاب.
لدغات الحشرات.
جفاف الجلد.
ارتداء الملابس الضيقة، خاصة إذا كانت المادة من الألياف الصناعية مثل البوليستر أو الرايون، وهذه العوامل يمكن أن تسبب رد فعل مفرط للبشرة الحساسة.
يحدث التهاب الجلد العصبي أحياناً بسبب أمراض أخرى مثل الإكزيما والصدفية.
ما هي أعراض التهاب الجلد العصبي ؟
بالإضافة إلى الحكة والخدوش وجفاف الجلد وتغير لونه؛ يمكن أن تشمل أعراض التهاب الجلد العصبي ما يلي:
ألم.
تساقط الشعر في حالة حدوث حكة في فروة الرأس.
القروح المفتوحة والنزيف نتيجة الخدش المتكرر.
العدوى، والتي يشار إليها بالقروح ذات القشور الصفراء اللون وإفراز السوائل ونتوءات مليئة بالقيح.
تندب بسبب الخدوش.
ظهور خطوط في الجلد المصاب.
كيف يتم تشخيص التهاب الجلد العصبي ؟
سيقوم طبيب الأمراض الجلدية بفحص المنطقة المصابة بالحكة، وربما باستخدام المنظار، وسوف يستبعد الطبيب أولاً الأمراض الجلدية الأخرى مثل الإكزيما والصدفية، وقد يأخذ الطبيب التاريخ الطبي كاملًا ثم يطرح بعض الأسئلة مثل:
متى بدأت الحكة؟
هل الحكة مستمرة أم تذهب وتعود؟
ما هي العلاجات المنزلية التي تمت تجربتها؟
ويمكن أن يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات والاختبارات لتشخيص المرض ومنها:
اختبار مسحة الجلد والتي تكشف إذا كانت هناك عدوى أم لا.
اختبار فرط الحساسية لمعرفة إذا كانت الحساسية هي المشكلة.
اختبارات فطرية لتحديد الاضطرابات الجلدية في المنطقة المصابة واستبعاد الأمراض المنقولة جنسياً.
خزعة الجلد للعثور على الصدفية أو استبعادها، أو الفطار الفطراني وهو شكل من أشكال سرطان الغدد الليمفاوية.
اختبارات الدم.
علاج التهاب الجلد العصبي
نادراً ما يتم شفاء التهاب الجلد العصبي دون علاج، وسيقوم طبيب الجلدية بكتابة خطة علاجية حسب حالة كل مريض، والهدف الرئيسي وقف الحكة ومنع حدوث الخدوش، ويمكن أن يشمل العلاج ما يلي:
الكورتيكوستيرويدات: يمكن تطبيق هذه الأدوية على الرقعة المسببة للحكة أو حقنها، وتساعد على تقليل الاحمرار والتورم والحكة والألم.
مضادات الهيستامين: يمكن تناولها قبل النوم لتقليل الحكة الليلية، ويمكن أن تساعد أيضاً في منع ردود الفعل التحسسية التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
المضادات الحيوية: يمكن تطبيق المضادات الحيوية على الجلد أو تناولها عن طريق الفم على شكل أقراص.
المرطبات: لتقليل الجفاف والحكة.
قطران الفحم: يؤدي هذا النوع من الأدوية إلى التخلص من الخلايا الميتة في الجلد وإبطاء نمو الخلايا الجديدة، ويمكن للمرضى وضعه مباشرة على البشرة أو إضافته إلى مياه الاستحمام.
كريمات الكابسيسين: يمكن أن يخفف الألم والحكة.
يمكن أن يقترح الطبيب أيضاً الحلول التالية:
الأغطية: استخدام الضمادات أو القفازات لمنع الحكة الليلية والخدوش مما يحسّن من جودة النوم، ويساعد أيضاً تغطية المكان المصاب على اختراق الدواء المطبق على الجلد بشكل أفضل.
كمادات باردة: يمكن وضعها على الجلد قبل حوالي خمس دقائق من تطبيق الكورتيكوستيرويدات، إذ تعمل الكمادة على تليين الجلد بحيث يتمكن الدواء من اختراق الجلد بشكل أسهل، ويمكنها أيضاً تخفيف الحكة.
مضادات الاكتئاب مع أو بدون علاج نفسي: ويمكن اقتراح هذا النوع من العلاج إذا كان يُعتقد أن القلق أو الاكتئاب أو التوتر هو سبب الحكة.
إذا لم تكن أي من هذه العلاجات فعالة فتشمل العلاجات غير التقليدية ما يلي:
يتم تطبيق محلول عن طريق خلط الإسبرين وثنائي كلوروميثان على منطقة الحكة.
يمكن استخدام العلاجات المستخدمة عادة لعلاج التهاب الجلد التأتبي/الإكزيما.
حقنة توكسين البوتولينوم (®Botox)، وهو بروتين يمكن أن يسبب الشلل أو ضعف العضلات في الجسم، فقد أثبتت دراسة أجريت على ثلاثة مرضى مصابين بمرض التهاب الجلد العصبي وقد قلت الحكة لدى الثلاثة بعد أسبوع واحد من العلاج، وفي غضون أربعة أسابيع اختفت بقع الحكة.
العلاج بالضوء، ولا ينبغي استخدامه على المناطق التناسلية.
الجراحة التقليدية لإزالة البقة المسببة للحكة أو الجراحة البردية لتدمير الأنسجة غير المرغوب فيها باستخدام البرد الشديد.
كيف نعزز ونسرع عملية الشفاء؟
إذا كنت مصاباً بالتهاب الجلد العصبي فيجب عليك اتباع خطة العلاج التي وضعها طبيبك، ومحاولة الحفاظ على الهدوء حتى لا يؤدي القلق والتوتر إلى تفاقم الحالة، ويجب عليك أيضاً وضع النقاط التالية في الاعتبار:
حاول التوقف عن الخدش والفرك، وأَبقِ أظافرك قصيرة حتى تقلل الضرر في حالة الخدش أو الحكة.
ضع الثلج أو الأدوية المضادة للحكة أو الكمادات الباردة على المنطقة المصابة بالحكة، ويمكن أخذ حمام بارد وإضافة دقيق الشوفان الغروي إلى الحمام، والذي يمكنه أيضاً تخفيف الحكة.
إبقاء الجسم في درجة حرارة مريحة وباردة.
ارتداء الملابس الفضفاضة، ويفضل أن تكون مصنوعة من القطن.
قم بتغطية منطقة الحكة باستخدام دواء كورتيكوسيترويد، أو استخدام ضمادة تحتوي على مكونات علاجية مثل أكسيد الزنك.
يمكن تغطية المكان المصاب لمنع الخدش.
تجنب أي شيء يهيج الجلد أو يسبب الحساسية.