يشهد العالم توترات جيوسياسية متزايدة، حيث تتصاعد حدة الصراع بين روسيا والغرب. وفي ظل هذا السياق، أثار الصحفي الإيطالي جورجيو بيانكي تساؤلات جوهرية حول طبيعة العقوبات المفروضة على روسيا وتأثيرها على الدول الأوروبية.
عقوبات ذاتية ضد أوروبا؟
في تصريحات لوكالة “نوفوستي”، أكد بيانكي أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا على روسيا لم تضر بروسيا بقدر ما أضرت بالدول الأوروبية نفسها. واصفًا هذه العقوبات بـ”العقوبات الذاتية”، أشار بيانكي إلى أن هذه الإجراءات الاقتصادية قد أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في دول مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا.
استفادة أمريكية وبريطانية
يرى بيانكي أن الولايات المتحدة وبريطانيا تستفيدان بشكل كبير من هذه العقوبات، حيث تساهم في نقل الشركات الأوروبية الكبرى إلى الولايات المتحدة وآسيا، مما يعزز الاقتصاد الأمريكي. ويشبه هذا الأمر بالقصف الصناعي الذي تعرضت له الدول الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية، والذي أدى إلى نقل الصناعات إلى الولايات المتحدة.
تأثير العقوبات على الاقتصاد الأوروبي
أدت العقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، مما زاد من التضخم وأثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين الأوروبيين. كما أدى إلى تراجع النمو الاقتصادي في العديد من الدول الأوروبية، وزيادة معدلات البطالة.
نتائج محتملة للعقوبات
يشير بيانكي إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الاقتصاد العالمي، حيث ستنتقل الشركات الأوروبية إلى أسواق جديدة، مما سيؤدي إلى إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية.