قال وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني، إن البحرين وباعتبارها رئيسة الدورة الحالية لجامعة الدول العربية، تدعو إلى دعم جميع المبادرات فيما يخص سوريا في إطار الجامعة، والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي يحفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها ويصون حقوق ومصالح شعبها ويسهل على سوريا أن تلعب دورا كاملا وبناء في المنطقة.
وأضاف خلال كلمته الافتتاحية في منتدى حوار المنامة 2024، إن المملكة المتحدة، ستتلقى دعوة رسمية من مملكة البحرين، والولايات المتحدة الأميركية، لتصبح العضو الثالث في اتفاقية التكامل الأمني والازدهار بين البحرين والولايات المتحدة الأميركية.
وتابع الزياني: التحديات العالمية، وكما أشار صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، لا تزال التحديات قائمة، بل أنها اشتدت، ونحن نجد أنفسنا في وقت أكثر خطورة ولا يمكن التنبؤ به بسبب الصناديق التكتونية الرئيسة في النظام الجيوسياسي العالمي .
وأضاف الزياني: هناك ثلاث قضايا على وجه الخصوص حاضرة بشكل خاص هذا العام في حوار المنامة، منها الحرب على غزة، حيث تدعو البحرين إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار .
وفيما يتعلق بلبنان قال الزياني: نحث جميع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار، والامتثال للالتزامات، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والقانون الدولي .
وشدد على أن جلسات حوار المنامة ستناقش بلاشك هذه القضايا العاجلة، والتحديات والفرص الإقليمية الأخرى بالتفصيل.
وخاطب الحضور قائلا أرحب بكم جميعا في هذه الدورة العشرين من حوار المنامة والتي تتزامن مع عام نحتفل فيه أيضًا بالذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم لمقاليد الحكم .
وقال: أعتقد أن هاتين المناسبتين مرتبطتان حيث تمثلان رحلة التقدم والحوار والمرونة، لأن مملكة البحرين عملت على مدار الربع قرن الماضي، تحت قيادة جلالته في ماراثون، بلا كلل للمشاركة البناءة في جميع أنحاء منطقتنا وخارجها لتعزيز الأمن ودعم الاستقرار وتعميق الرخاء .
وأضاف: في الواقع، كانت رؤية جلالته هي التي أدت إلى إنشاء حوار المنامة الذي يعود تاريخه إلى عقدين من الزمان، ومنذ ذلك الحين، انتقل الحوار من قوة إلى قوة، مع صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الذي يمثل القوة الدافعة وراء أهميته المتزايدة في معالجة القضايا الإقليمية المعاصرة .
وشدد الزياني على أن جوهر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها البحرين يكمن في الالتزام الراسخ بمبادئ الحوار من أجل الوجود والاحترام المتبادل، ومد يد الصداقة والتعاون إلى الأصدقاء والشركاء من ذوي التفكير المماثل، حيث نرى نتائج مستدامة ومفيدة لكافة الأطراف في القضايا التي تؤثر على الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن اجتماعات حوار المنامة والمشاركة المستمرة رفيعة المستوى التي تجتذبها، تشكل ركيزة مهمة للنهج الدبلوماسي للمملكة.
وتابع: بفضل مشاركتكم البناءة وبتيسير من خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على مدى العقود القليلة الماضية، تمكنا من تطوير تفكير جديد بشأن القضايا والتحديات التي تواجه منطقتنا وبناء الروابط الجديدة التي يمكن أن تكون مفيدة للمشاكل المتفاقمة، وأنا على ثقة من أن عام 2024 سيستمر في هذا السجل، وقد شهدنا نفس النهج والعديد من الجوانب الأخرى للدبلوماسية والسياسة الخارجية للبحرين .
وقال: كنا فخورين باستضافة قمة جامعة الدول العربية في مايو من هذا العام، وهو حدث لم يكن مجرد تجمع للقادة، بل كان شهادة على تصميمنا الجماعي على إحداث تأثير إيجابي حقيقي على حياة شعبنا، لذا فإننا نعمل بشكل مشروع لضمان أن تنتج القمة ليس فقط الكلمات ولكن نتائج قابلة للتنفيذ .
وتابع: نتيجة لذلك، فإن إعلان البحرين الذي أصدره القادة العرب يتضمن خمس مبادرات رئيسية اقترحتها المملكة واعتمدها القادة في القمة، منها خطوات لضمان الرعاية الصحية والتعليم للمتضررين من الصراع وتعميق التعاون العربي في مجال الابتكار.
وأشار إلى أن المبادرة الرئيسة كانت هي العمل نحو عقد مؤتمر دولي واسع النطاق وواسع النطاق لمعالجة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وتابع الزياني: نحن نظل ملتزمين بهذه المبادرة على اعتقاد بأنها تقدم الدليل الأكثر وعدًا لإحلال السلام أخيرًا في منطقتنا واستعادة الأمل للملايين المتضررين، وإنني أتطلع إلى أن تجد هذه المبادرات المزيد من الدعم خلال مناقشات الحوار الديناميكية هذه .
وأشار إلى أن الشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف تلعب دورًا حاسمًا في استراتيجيتنا، نظرًا للأهمية الحاسمة للنظام الدولي القائم على القواعد من أجل الرخاء على المدى الطويل.
وتابع: وللتقدم بهذه العملية، وقعت البحرين والولايات المتحدة في عام 2023 اتفاقية شاملة ومميزة للأمن والتكامل والازدهار، تهدف إلى تعميق الأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم على أساس الاحترام المتبادل الحقيقي بين المشاركين، وهي مصممة ليس كترتيب ثنائي، بل كبداية لإطار متعدد الأطراف يهدف إلى الجمع بين البلدان ذات المصلحة المتساوية في تقديم الاستقرار والازدهار .
وشدد على أن الأنظمة المصممة لدعم النظام الدولي تتعرض لضغوط شديدة، وبالطبع، لكي نتمكن من الإبحار في هذه المياه المضطربة، يتعين علينا أن نحافظ على سلامة أنظمتنا وقيمنا الدولية وأن نتبنى نهجًا علمياً عمليًا، ويجب أن يحافظ هذا النهج. هذا هو نهج مملكة البحرين في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، ولهذا السبب نؤمن بشدة بقيم حوار المنامة .