قال سفير تركيا في لبنان مراد لوتيم إن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه وتضميد الجراح التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي بما تقتضيه العلاقات المميزة في شتى المجالات التي تربط البلدين.
وتولى لوتيم منصبه مؤخرا كسفير لبلاده في لبنان خلفا للسفير السابق علي باريش أولوصوي الذي انهى مهامه في 15نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
أشار لوتيم، إلى أنه زار العاصمة بيروت قبل توليه منصبه حيث شاهد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل وقف إطلاق النار.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و”حزب الله” بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف النار، وفق وثيقة حصلت عليها الأناضول، انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان بدعم أمريكي عن 4 آلاف و47 قتيلا و16 ألفا و643 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
وقال لوتيم “قبل مجيئي إلى لبنان كنت أتابع العدوان الإسرائيلي على لبنان وما سببه من دمار وخراب وآلام في هذا البلد الجميل”.
وتابع: “شاهدت بأم عيني انفجار بعض المباني عندما أصيبت خلال القصف في مساء اليوم الأخير قبل دخول انفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.
وذكر لوتيم أنه “شاهد أيضا الدمار في وسط بيروت (زقاق البلاط والنويري) ومنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت”، معبرا عن “إعجابه بتضامن الناس الذين أزالوا أنقاض المباني المدمرة”.
وشدد على أن حكومة تركيا “تدرك جيدا أثر هذا العدوان الإسرائيلي الذي رفضته بحزم وسنواصل دائما المساعدة في تضميد الجراح التي سببها هذا العدوان في هذا البلد الجميل”.
ولفت لوتيم إلى أن لبنان “تربطه علاقات وثيقة مع تركيا”، مشيرا إلى أن بلاده “قدمت مساعدات للبنان من خلال مؤسسات الدولة والمنظمات غير الحكومية على حد سواء خلال الاعتداءات الإسرائيلية”.
وقال “هذه المساعدات ستستمر بما تقتضيه العلاقات المميزة بين بلدينا، سنواصل بالطبع الوقوف إلى جانب لبنان والشعب اللبناني”.
وأشار لوتيم، إلى أنه “عندما طلب موعدا للقاء المسؤولين السياسيين في لبنان بعد توليه منصبه منذ فترة قصيرة أعربوا عن أن تقديرهم لعلاقات الأخوة بين البلدين وأهميتها بالنسبة لهم وهم ينظرون بإيجابية إلى التعاون المشترك”.
ولفت إلى أن “كلفة الجرح الذي سببته الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بدأت تظهر شيئا فشيئا لكن لم تنته التقديرات الدقيقة لتكلفة هذه الحرب ولكن من المفهوم أننا شاهدنا ضررا ودمارا يقارب 15 مليار دولار”.
وشدد لوتيم، على ان الشعب التركي “مد يد العون للبنان من قبل”، متمنيا أن “يستمر في مدّ يده بتبرعاته وأي مساعدة يستطيع تقديمها بينما تمد دولتنا يدها بنفس الطريقة”.
وأشار إلى أن “مد الشعب التركي يد العون إلى لبنان ترك بصمته لدى الشعب اللبناني ونلاحظ هذا من خلال امتنانه وتقديره لذلك”.
وقال لوتيم، إنه “سيواصل عمل سفراء بلاده الذين خدموا وأنه سيسعى إلى تمتين العلاقات بين تركيا ولبنان في كل المجالات”.
** تقارب تاريخي بين لبنان وتركيا وقال لوتيم “عندما تلتقي ببعض اللبنانيين في الشارع في لبنان، فإن البريق الذي يلمع في عيونهم عندما يدركون أنك تركي هو شيء مميز للغاية، وهو يتيح لنا الفرصة للقيام بالكثير من العمل معا في المجال الثقافي”.
وأضاف: “من السهل جدا القيام بذلك في لبنان لأننا دولتان نفهم بعضنا البعض جيدًا”.
وأشار لوتيم إلى أن “العلاقات التجارية بين البلدين في حالة جيدة”، داعيا “رجال الأعمال في تركيا لإلقاء نظرة عن كثب على لبنان”.
وأعرب عن أمله بأن “نتمكن من استضافة المزيد من الوفود التجارية في الفترة المقبلة، وربما سنتمكن من إرسال المزيد من الوفود التجارية من لبنان إلى تركيا”.