كشف باحثون هولنديون من مركز إيراسموس الطبي في روتردام، أن تدخين الآباء للسجائر في المنزل، يعرض الأطفال المعرضين وراثياً، للإصابة بمرض التصلب المتعدد، لأن التعرض المستمر لدخان السجائر، يزيد من تعرض الجهاز المناعي لمستضدات الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.
(التصلب المتعدد من أمراض المناعة الذاتية، يهاجم الجهاز المناعي غمد المايلين الذي يحيط بالأعصاب، ما يؤدي إلى تدهور وظائف الجهاز العصبي، مثل فقدان الحركة، والتوازن والقدرات الإدراكية).
حلل الباحثون بيانات 5 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاماً، بالإضافة إلى فحوصات دماغية دقيقة، مع التركيز على تأثيرات العوامل البيئية المختلفة، مثل التدخين المنزلي، وإصابة الأطفال بفيروس إبشتاين بار، ومستويات فيتامين (د) في الدم، والأنشطة الخارجية في سن 5 سنوات، على تطور مرض التصلب المتعدد.
وقال د. رينزي نيوتبوم، الأستاذ بالمركز، والباحث الرئيسي في الدراسة: «خلصت نتائج دراستنا إلى أن الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالتصلب المتعدد، وكانوا قد تعرضوا لتدخين السجائر في المنزل، أظهروا تغييرات دماغية ملحوظة، مثل انخفاض حجم الدماغ والمادة الرمادية في أدمغتهم، يمكن أن تزيد من احتمال تطور التصلب المتعدد في المستقبل».
وأضاف: «إن جينات الأطفال تجعل جهازهم المناعي أكثر عرضة لفيروس إبشتاين بار، وهو فيروس ارتبط مؤخراً كعامل محفز لمرض التصلب المتعدد، وأن التدخين السلبي يفاقم الالتهاب في الجهاز المناعي، ما يزيد من خطر الإصابة بالمرض».
وتابع: «تمنح هذه النتائج الآباء سبباً آخر للتفكير بجدية في الإقلاع عن التدخين كوسيلة للوقاية من أمراض مستقبلية قد تؤثر في صحة أطفالهم».