تجري روسيا كافة الاستعدادات اللازمة لإخلاء قواعدها العسكرية في سوريا بالكامل، بحسب مذكرة داخلية من وزارة الدفاع الألمانية.
وجاء في المذكرة، التي أطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن وحدة البحرية الروسية في البحر المتوسط غادرت بالفعل ميناء طرطوس السوري.
وتقول المذكرة إن الضمانات الأمنية من حكام البلاد الجدد ربما تمتد فقط إلى انسحاب القوات الروسية و”ليس إلى إقامتها لمدة طويلة”.
وتستخدم روسيا المطار العسكري في اللاذقية بسوريا – مثل ميناء طرطوس حتى الآن – للحفاظ على مركز لوجستي في ليبيا بشمال أفريقيا لتوفير إمدادات للقوات الروسية في أفريقيا.
وبحسب المذكرة، من المرجح أن تؤدي خسارة مطار اللاذقية إلى تعطيل النقل الجوي من روسيا إلى ليبيا، حيث ستكون الطائرات قادرة على حمل مواد أقل بسبب مسافة الرحلة الأطول. وهذا يعني أن النقل الجوي للبضائع الثقيلة دون توقف لن يكون ممكنا إلا إذا كانت هناك تصاريح عبور تركية.
وجاء في المذكرة: “يتم تقييم هذه الأمور داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
ومن المرجح أن تؤثر خسارة القواعد الروسية في سوريا على العمليات اللوجستية الروسية “من وإلى أفريقيا، على الأقل على المدى القصير إلى المتوسط، وسيكون من الممكن نقل المواد الثقيلة لكن بصورة أكثر محدودية”، بحسب المذكرة. ومع ذلك، فإن المستوى الحالي للمشاركة العسكرية في أفريقيا “لم يتأثر بشكل كبير بصورة مبدئية”.
وكان ميناء طرطوس السوري حتى الآن القاعدة الوحيدة المتاحة بشكل دائم لروسيا في شرق البحر المتوسط. ومن المحتمل أن يكون للخسارة تأثير سلبي استراتيجي على الوجود العسكري الروسي الموثوق به في شرق البحر المتوسط، حيث لن يكون نقل المواد وإعادة إمداد الأسلحة النارية ممكنا إلا في ظل ظروف معينة أو لن يكون ممكنا على الإطلاق، بحسب المذكرة.
وجاء في المذكرة أنه بدون التوصل إلى اتفاق مع الحكام السوريين الجدد، ربما لن تتمكن روسيا إلا من الحفاظ على “وجود بحري محدود في البحر المتوسط”.