كشفت دراسة حديثة عن علاج فاعل وغير مكلف يمكن اللجوء إليه لمعالجة مشكلة رائحة النفس الكريهة لدى الأطفال بحسب ما نشر في موقع “سايتيك دايلي” Scitechdaily.
نهض باحثون برازيليون بتلك الدراسة التي تناولت 52 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة ويتنفسون من أفواههم أثناء النوم، ويعانون رائحة الفم الكريهة. وقد استخدم الباحثون أشعة الضوء الأزرق التي سلّطوها على أحد الملوّنات الشائعة الاستخدام في الأطعمة، يسمّى “أناتو” Annatto. وأثبت ذلك العلاج الضوئي فاعليته في مكافحة رائحة الفم الكريهة، مع ملاحظة أنه غير مكلف.
وللتذكير، يستخدم “أناتو” في تلوين الزبدة والمارغرين وأنواع من الجبنة والأسماك المدخّنة كالمكاريل.
تجدر الإشارة إلى أن عملية التنفس من الفم تؤدي إلى جفافه من اللعاب ما يخفف من دور الأخير في مكافحة البكتيريا وفاعليته في تنظيف الفم. وتعرف مشكلة رائحة النفس الكريهة طبياً بالـ “هاليتوسيس” halitosis. وتُعبّر أحياناً عن مشكلات موضعية في أحد أعضاء الجسم، أو أخرى أكثر تعقيداً على غرار التهاب اللثة أو القصور في الكلى أو الالتهاب التنفسي وغيرها.
وفي تفاصيل ذلك العلاج الضوئي، وضع البحاثة مادة “أناتو” الملَوِّنَة واستهدفوها بضوء أزرق له موجات معينة، بالإضافة إلى ضخ كميات من الأوكسجين. وأدى ذلك إلى تنشيط عمل الأوكسجين ضدّ البكتيريا والجراثيم، إلى حدّ القضاء على معظم ما وُجِد منها في الفم. وعلى الرغم من هذه التقنية العلاجية اعتمدت لمعالجة هذه المشكلة لدى الأطفال، إلّا أنّه من الممكن تطبيقها على الراشدين، بل الشرائح العمرية كافة.
وفي تفصيل آخر، تتميز مادة “أناتو” بحساسيتها للضوء، فتميل إلى الاحمرار. وفي الدراسة، استُهدفت تلك المادة بالأشعة الزرقاء من جهاز يستخدمه عادةً أطباء الأسنان في عياداتهم. ونظراً لارتفاع معدلات الإصابة بمشكلة رائحة النفس المزعجة بين الأطفال، بدا للباحثين أن اكتشاف علاج فاعل ورخيص في مواجهتها قد يشكل أمراً في غاية الأهمية.