حذر القيادي في تيار القسم الوطني المنضوي في ائتلاف دولة القانون عبدالرحمن الجزائري، من حصول انقلاب عسكري في العراق، وذلك بعد اسقاط نظام بشار الأسد في سوريا من قبل الفصائل المسلحة المعارضة.
ويخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث البلاد على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.
وقامت القوات العراقية بتعزيز قواتها في الشريط الحدودي مع سوريا بعد أن تراجع الجيش السوري بقيادة نظام الأسد أمام المجاميع المسلحة لغاية ان تمكنت من إسقاط النظام في غضون أيام معدودة.
وقال الجزائري، في تصريح إن “الانقلابات العسكرية في العراق واردة، والإطار التنسيقي والحكومة العراقية لديها استشعار من خطورة هذا الأمر، وهناك خشية والوضع لا يتحمل في العراق والمنطقة”.
وأضاف أن “هناك مشاكل سياسية في العراق مختلفة ما بين المكونات، وهذا الخلاف ربما يكون دافع بإثارة أي مشكلة في المرحلة المقبلة”.
وتابع الجزائري انه “نتوقع المرحلة المقبلة سوف تشهد إصلاحات سياسية حقيقية من قبل الإطار التنسيقي وعموم ائتلاف إدارة الدولة الحاكم حالياً”.
ولايزال مصير نحو ألفي مقاتل سوري فار من المعارضة السورية، مجهولا بعد أن تم السماح العراق بدخولهم لتلقي العلاج في مستشفى القائم بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
كما يثير بقاء عائلات مسلحي تنظيم داعش في مخيم الهول، مخاوف داخلية وإقليمية من وصول التنظيم إلى المخيم وتهديد الأمن والاستقرار في سوريا.
وتحتضن مدينة الهول التابعة لمحافظة الحسكة، شمال سوريا، مخيم الهول وهو أحد أكبر المخيمات باحتضانه نحو 40 ألف نازح من 42 جنسية مختلفة، من بينهم عائلات مسلحي تنظيم داعش العراقيين والسوريين والأجانب.
ولايزال الموقف العراقي مغلفا بالحذر من الأزمة السورية، حيث تحاول بغداد عدم الانجرار للمشاركة العسكرية في وضع سوري “ملتبس”، قد يهدد الأمن الداخلي بالخطر، بحسب مختصين.
وخلال الأيام الماضية، شهد العراق والمنطقة جولة من الزيارات، بدأت الثلاثاء بزيارة قائد القيادة المركزية الأميركية إلى سوريا، ثم توجه إلى بغداد ولقاء رئيس الوزراء العراقي، وبعد هذا اللقاء، توجه السوداني سريعا إلى الأردن لعقد اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حيث جرى التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق الثنائي من أجل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ومواصلة الجهود لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط، وخطر الانزلاق نحو الفوضى. وفق بيان لمكتب السوداني.
وفور عودة السوداني إلى بغداد، وصل وفد من وزارة الخارجية الأميركية إلى العاصمة العراقية لعقد اجتماع جديد مع السوداني، ثم تلقى السوداني اتصالا هاتفيا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم استقبل وزير الدفاع الألماني والوفد المرافق له، بعدها تلقى السوداني اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني.
وفيما التقى مبعوث الأمم المتحدة بالمرجع الديني علي السيستاني، ثم أجرى السوداني اتصالا بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعدها زار وزير الخارجية الأميركي تركيا ومنها توجه إلى بغداد والتقى بالسوداني، وحثه على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
وانهار حكم بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الماضي، وفرار الرئيس السوري الى روسيا.
وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 ديسمبر الجاري، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول الى العاصمة.
وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم الى دول مختلفة في العالم.
وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً.
وكانت العاصمة بغداد قد احتضنت، في 6 من ديسمبر الحالي، اجتماعا ثلاثيا عراقيا- سوريا- إيرانيا، لبحث تداعيات الأحداث الأمنية المتسارعة في سوريا، وتأثيراتها على المنطقة، بحضور وزير خارجية إيران عباس عراقجي، ووزير خارجية سوريا السابق بسام الصباغ، بالإضافة إلى نظيرهما العراقي فؤاد حسين.
إلى ذلك، تقدمت إدارة الشؤون السياسية في الحكومة السورية المؤقتة، بالشكر والامتنان للعراق وسبع بلدان أخرى هي مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن، والبحرين، وعمان، وإيطاليا، بعد استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق.
وأكدت أيضا “تلقي وعود مباشرة من قطر وتركي لإعادة افتتاح سفارتيهما في سوريا”، مشيرة إلى أن “الشعب السوري لن ينسى هذه المواقف المشرفة وكلنا أمل في بناء علاقات طيبة مع كل الدول التي تحترم إرادة الشعب وسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها”.
وكان قائد إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية، وزعيم تنظيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بأبو محمد الجولاني، وجه في 5 ديسمبر الجاري، رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي، أكد فيها أن لا نية لدى الفصائل المسلحة السورية بتهديد أمن العراق، وفيما أشار إلى رغبته بمد جسور العلاقات السياسية والاقتصادية مع بغداد، دعا إلى منع الحشد الشعبي من المشاركة في الأحداث الجارية في بلاده.