تعيش مدينة دير الزور شرق سوريا يومًا استثنائيًا مع عودة الحياة الطبيعية إلى المدارس، حيث شكلت عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة لحظة فارقة امتزجت الفرحة بالأمل والتحرر وإسقاط النظام.
وروى أهالي الأطفال تفاصيل مؤثرة عن اليوم الأول من الدراسة، حيث بدا الأطفال مختلفين تمامًا عما كانوا عليه سابقًا، وكانت الفرحة واضحة على وجوههم وهم يرسمون علم الثورة على محياهم، ويهتفون بشعاراتها من كل قلوبهم.
ووصف بعض الأهالي اللحظة بأنها تشبه الحلم، حيث لم يكونوا يتوقعون أن يعيشوا مثل هذا اليوم، حسب تعبيرهم.
وكان المعلمون يشعرون بالسعادة حالهم كحال الأطفال، معبرين عن سعادتهم بتحرير المدارس من قبضة النظام السابق.
وأكدت إحدى المعلمات أن اليوم كان “جميلًا جدًا”، مشيرة إلى أن الأطفال “طائرين من الفرح”، كما وصفت اللحظة بأنها أشبه بـ “عيد النصر”.
ومن أجمل ما ميز لحظات الفرح هو ترديد الأطفال لأغاني الثورة التي تحمل معاني الحرية والكرامة. مثل “جنة جنة يا وطنا” و”ارفع راسك فوق انت سوري حر”، ما عكس روح التحرر والأمل التي يحملها الأطفال.
ورأى المعلمون في هذا اليوم فرصة لإعادة تشكيل العملية التعليمية على أسس جديدة. داعين إلى التركيز على قيم الاحترام والصدق والأمانة. والابتعاد عن ثقافة الخوف والعنف التي سادت سابقًا.
كما أكدوا على ضرورة تعليم الأطفال احترام الوقت والعمل والمدرسة. وتشجيعهم على قول الحقيقة والشجاعة.
وكانت الفرحة عارمة في كل مكان في البيوت وفي الشوارع وفي المدارس، حيث شعر الناس وكأنهم ولدوا من جديد. مؤكدين أن فرحة الأطفال تستحق كل التقدير والاحتفال، بحسب الأهالي.
وأجمع أهالي الأطفال والمدرسون على أن الفرح في هذا اليوم يمثل رسالة أمل للجميع. ويؤكد أن التعليم والحرية قادران على إعادة بناء المجتمع، وأن مستقبل سوريا يكمن في أعين هؤلاء الأطفال المفعمة بالأمل والحلم، حسب آرائهم.
وأمس الأحد، شهدت المحافظات السورية، عودة كاملة للدوام في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية بعد توقف مؤقت استمر طوال الأسبوع الماضي بسبب التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد وإسقاط نظام الأسد.
وعادت الحياة التنظيمية والإدارية إلى طبيعتها بشكل تدريجي، حيث استأنف الطلاب دراستهم في المدارس والجامعات. وعاد الموظفون للعمل في المؤسسات والمنشآت الحكومية والخاصة.
كما بدأت فروع المصرف التجاري بإعادة تشغيل خدماتها، حيث شرعت في جرد وتجهيز الصرافات الآلية لوضعها في الخدمة مجدداً.