قال مسؤول أميركي إن عملية تركية عبر الحدود مع سوريا “قد تكون وشيكة”، وفق تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأكد مسؤولون أميركيون كبار أن تركيا وحلفاءها من الجماعات المسلّحة متواجدون على طول الحدود مع سوريا مما يثير القلق من أن أنقرة تستعد لتوغل واسع النطاق في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد السوريون المدعومون من الولايات المتحدة.
ولفتوا إلى أن القوات تضم مقاتلين من الميليشيات وقوات كوماندوز تركية بالزي الرسمي ومدفعية بأعداد كبيرة تتركز بالقرب من كوباني، وهي مدينة ذات أغلبية كردية في سوريا على الحدود الشمالية مع تركيا.
وبحسب الصحيفة، فإن الحشود التي بدأت بالاندفاع نحو الشريط الحدودي بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، مشابهة للتحركات العسكرية التركية قبل هجومها على شمال شرق سوريا في عام 2019.
وقال إلهام أحمد، وهو مسؤول في الإدارة المدنية للأكراد السوريين، للرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين إن عملية عسكرية تركية تبدو مرجحة، وحثته على الضغط على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لعدم إرسال قوات عبر الحدود.
وأضاف أن هدف تركيا هو “فرض سيطرة فعلية على أرضنا قبل أن تتولى منصبك، وإجبارك على التعامل معهم كحكام لأراضينا. إذا واصلت تركيا هحومها، فستكون العواقب كارثية”.
ووفق التقرير، ترك التهديد التركي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد والتي انضمت إلى القوات الأميركية في شمال شرق سوريا لمطاردة تنظيم “داعش”، في وضع ضعيف قبل أسابيع من مغادرة إدارة بايدن لمنصبها.
وسافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تركيا الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل سوريا مع إردوغان والحصول على ضمانات بأن أنقرة ستحد من العمليات ضد المقاتلين الأكراد.
لكن محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها واشنطن بين الأكراد السوريين ومقاتلي المعارضة المدعومة من تركيا في كوباني، انهارت يوم الاثنين دون التوصل إلى اتفاق، وفقا لمتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية.
وقال المتحدث إن “قسد” تشهد الآن “تعزيزات عسكرية كبيرة” شرق وغرب المدينة.
ويوم الاثنين، ألمح ترامب إلى أن تركيا دبرت سيطرة “هيئة تحرير الشام” على سوريا، وقال للصحفيين من مقر إقامته في فلوريدا إن “تركيا قامت باستيلاء غير ودي دون أن يزهق الكثير من الأرواح”.
وحذّر أحمد من أن الهجوم التركي سيؤدي إلى نزوح أكثر من 200 ألف مدني كردي في كوباني وحدها إلى جانب العديد من المجتمعات المسيحية.
خلال فترة ولايته الأولى، سحب ترامب جزئيا القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، مما مهد الطريق لهجوم تركي واسع النطاق أسفر عن مقتل وتشريد مئات الآلاف من السوريين.
وساعدت إدارة ترامب في النهاية، بالتوسط في وقف إطلاق النار مقابل تنازل الأكراد عن أميال من الأراضي الحدودية للأتراك.
وعلى الرغم من أن ترامب لن يتولى منصب الرئيس حتى 20 يناير، إلا أن أحمد حثّه على استخدام “نهجه الفريد في الدبلوماسية” لإقناع إردوغان بوقف أي عملية مخطط لها.
وقال له “نعتقد أنك تملك القدرة على منع هذه الكارثة. لقد استمع الرئيس إردوغان إليك من قبل، ونحن على ثقة من أنه سيستجيب لندائك مرة أخرى”.