تفيد الأنباء الواردة من مدينة السويداء جنوب سوريا، بزيارة أجراها مجموعة من الوزراء في الحكومة المؤقتة إلى المدينة، حيث التقوا خلالها بالشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز.
وضم الوفد الوزاري كلاً من وزير الصحة ووزير التجارة ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل، مع التأكيد على وصول بقية الوزراء تباعاً لمتابعة عمل المؤسسات الحكومية.
بدوره، أفاد وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة بالتزام الحكومة بالعمل الفوري في جميع المؤسسات، مؤكداً أنهم سيقدمون كل ما بوسعهم لخدمة أهالي السويداء والمحافظات السورية، حسب تعبيره.
وركز وزير الداخلية على أهمية تفعيل الجوانب الشرطية والأمنية والقضائية، وبسط الأمن والأمان، والنهوض بالقطاعات الخدمية والاقتصادية.
وفي هذا الصدد، قالت الناشطة السياسية راقية الشاعر لمنصة SY24: “لم تكن زيارة الوفد الوزاري في الحكومة المؤقتة إلى السويداء هي الأولى من نوعها، بل تعددت الزيارة لمندوبين من قبل الحكومة لمحافظة السويداء للاطلاع على الواقع الخدمي وعلى سير المؤسسات العاملة في المحافظة، لكن ما يميز هذه الزيارة أنها جاءت من 4 وزراء وهو تمثيل رسمي من الحكومة المؤقتة”.
وأضافت: “نتمنى أن يكون هذا الأمر بادرة بالاتجاه الصحيح للاهتمام بالمحافظة التي كانت على زمن النظام السابق مهمشة تهميشا مقصودا ومُحيدة تحييداً كلياً عن الواقع الخدمي”.
وتابعت: “أن وزراء الحكومة المؤقتة اطلعوا على سير العمل في المديريات الواقعة ضمن نطاق عملهم ووعدوا بأنه في المرحلة القادمة ستكون الأمور مبشرة بالخير، وبالتالي أهالي السويداء يأملون في أن تكون تلك الزيارة فاتحة خير على جميع السكان في السويداء”.
وسبقت هذه الزيارة لقاءات مهمة في العاصمة السورية دمشق، حيث التقى وفد من السويداء يضم سلمان حكمت الهجري والقاضي مهند أبو فاعور والشيخ سليمان عبد الباقي مع أحمد الشرع في مبنى رئاسة مجلس الوزراء.
وخلال اللقاء، شدد الشرع على ضرورة تبني “عقلية الدولة” بدلاً من “عقلية المعارضة”، مؤكداً على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا من خلال عقد اجتماعي يضمن العدالة الاجتماعية.
ورفض الشرع أي محاصصة أو خصوصيات قد تؤدي إلى الانفصال، مشدداً على أهمية الإدارة المؤسساتية والقانونية، حسب بيان صادر عن إدارة العمليات العسكرية.
ولفت الشرع إلى صعوبة الوضع الحالي، مشيراً إلى حجم الدمار الكبير وتراجع الموارد البشرية، معلناً عن خطة لحل الفصائل وإعادة دمج المقاتلين تحت مظلة وزارة الدفاع، مع إخضاع الجميع للقانون.
كما شدد على ضرورة إعادة ضبط القطاع الصناعي ووضع خطط تنموية تخدم الأمن الغذائي، معترفاً بالتردي الثقافي والاجتماعي الذي آلت إليه البلاد.
من جانبه، أكد الوفد القادم من السويداء على التزامه بسوريا كوطن موحد ورفض أي محاولات للانفصال.
وتعكس هذه التحركات الدبلوماسية والإدارية محاولات جادة لإعادة بناء الدولة السورية وتوحيد مكوناتها في مرحلة ما بعد نظام الأسد السابق، حسب مراقبين.